وزوّجه ابنته، فرزق منها بثلاثة ذكور. وكان كثر العبادة، قيل إنه كان يتلو فى كل يوم خمس ختمات، وصحب سيدى على بن خليل ثمانى عشرة سنة، وبلغ من العمر ثلاثا وستين سنة، وله مصنفات كثيرة؛ منها «البحر المحيط» جمع فيه سر أسرار أهل الطريقة ﵀.
ومن أولاده سيدى محمد أبو المواهب زين العابدين. كان من العلماء العاملين، ولما مات دفن مع إخوته ووالده بهذا الجامع. (انتهى).
وبهذا الشارع أيضا سبيل من وقف قايتباى، أنشئ سنة إحدى وسبعمائة، وهو عامر إلى اليوم بنظر الأوقاف، ودار ملك ابن القراشلى، ووكالتان يعلوهما أماكن للسكنى؛ إحداهما ملك حسين القماح، والأخرى ملك محمد رجب الجمال، وقراقول بجوار بوابة حجاج يعرف بقراقول السيدة عائشة، ويقال له قراقول بوابة حجاج أيضا.
[[ترجمة حجاج الخضرى]]
وبوابة حجاج هذه نسبت لحجاج الخضرى - شيخ طائفة الخضرية، وهو كما فى الجبرتى حجاج الخضرى الشهير بنواحى الرميلة، أخذه مصطفى كاشف المحتسب وشنقه على السبيل المجاور لحارة المبيضة بالجمالية، وذلك فى سادس ساعة من الليل وقت السحور ليلة الخميس سابع عشر رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، وتركوه معلقا لمثلها من الليلة القابلة، ثم أذن برفعه، فأخذه أهله ودفنوه. وكان مشهورا بالإقدام والشجاعة، طويل القامة، عظيم الهمة. وكان شيخا على طائفة الخضرية، صاحب صولة وكلمة بتلك النواحى، ومكارم أخلاق، وهو الذى بنى البوابة بآخر الرميلة عند عرصة الغلة أيام الفتنة، واختفى مرارا بعد تلك الحوادث، وانضم إلى الألفى، ثم حضر إلى مصر بأمان، ولم يزل على حالته فى هدوء وسكون حتى شنق مظلوما زجرا لغيره. (انتهى ملخصا).
***
[شارع القبر الطويل]
ويقال له شارع سكة الزرايب. أوله من نهاية شارع باب القرافة تجاه بوابة الخلاء، وآخره شارع البلاسى وسكة السيدة نفيسة ﵂، وطوله أربعمائة متر.
وبه من جهة اليمين:
شارع الشيخ كشك، وشارع درب غزية، وسيأتى بيانهما، ثم عطفة الحنانى، ثم درب القطاطنة، ثم خوخة بدر الدين، عرفت بضريح سيدى بدر الدين الذى بجوارها.