وقال بعضهم: نحن نتوجه إلى السلطان سليمان نشكوا إليه. وأكثر الناس من الدعاء على ملك الأمراء وهموا بإغلاق المساجد، فلما سمع ملك الأمراء بذلك أرسل الزينى بركات أبا الوفاء الموقع يسترضى الشيخ اللقانى، ويأخذ بخاطره، وأرسل له على يده مائتى دينار وأربع بقرات، ففرقت على مجاورى الأزهر، وأرسل مثل ذلك إلى مقام الإمام الشافعى ﵁، والإمام الليث، ومثل ذلك إلى الزوايا بالقرافة ومشهد السيدة نفيسة ﵂.
[(وظيفة القسام)]
وفى يوم السبت خامس جمادى الأولى سنة سبع وعشرين، حضر قاضى من طرف ابن عثمان، وبيده مراسيم السلطان سليمان بأن يستقر فى وظيفة يقال للمتوظف فيها القسّام، موضوعها التحدث على التركات قاطبة أهلية وغير أهلية، بلا معارضة، وأن يأخذ من كل تركة العشر لبيت المال، ومن مضمون مراسيمه أن لا أحد من المماليك الجراكسة، وأولاد الأتراك قاطبة، وأرباب الدولة والأسباهية والينكجرية يعقد عقدا على بكر أو ثيب إلا عند ذلك القسّام، ويأخذ على عقد البكر ستين نصفا والثيب ثلاثين، وأخذ قسائم على قضاة القضاة بذلك، ولم يتوقف أحد منهم خوفا على مناصبهم.
وضعفت شوكة الإسلام فى أيامهم، واستطالت عليهم قضاة الروم، وترادفت المنكرات، وانحصرت المناصب فيمن يولونه، فجعل يوسف بن أبى الفرج مفتش الرزق والإقطاعات، وفخر الدين بن عوض مفتش الرزق الإحباسية التى بالصعيد، والأمير على العثمانى مفتش الأوقاف قاطبة.
والقسام يتولى التركات، وملك الأمراء هو رئيس الجميع.
فكان الأمر كما قيل:
رعاة الشاء تحمى الذئب عنها … فكيف إذا الرعاة هم الذئاب
وفى يوم الإثنين العشرين من جمادى الآخرة ورد مرسوم من عند السلطان