الزمن المجهول، كما يظهر ذلك من صريح عبارته حيث قال: إنه لا يتجدد الزمن على ولكان، أى أنه مجرد عن الزمن، وفى عبارة ديودور أن ولكان هو الذى أوجد النار، ولهذا جعل ملكا على مصر.
وهذه العبارة تدل على أن الإعتقاد الأول الذى كان لقدماء المصريين، أعقب لخلفهم اعتقادا آخر، وهو أن أفتاه علم على النار الدنيوية، وأما اليونانيون فجعلوا ولكان وأفتاه واحدا، وليس كذلك.
وادعى قدماء المصريين أنهم وصلوا لمعرفة الروح المدبرة لجميع ما كان وما يكون من هذا العالم، وأطلقوا عليها اسم أفتاه، وحين كان أهل طيبة يعبدون تماثيل مصوّرة على صورة الحمل للمقدس آمون. كان أهل منف يعبدون أفتاه من غير تماثيل، فكانت عبادتهم فى معابدهم لله ﷾. وأما الصور والتماثيل، التى كانت أمام باب المعبد وحوله، فكانت تماثيل الفراعنة وضعوها للتقرب، والإلتجاء، فكان أمام باب المعبد القبلى تمثال الفرعون سيزوستريس وزوجته وأولاده، وأمام الباب البحرى تمثال الصيف والشتاء.
ويؤيد ذلك أن الكهنة لم تمكن دارا - ملك الفرس - من وضع تمثاله على باب المعبد، محتجين بأنه لم يصل إلى ما وصل إليه سيزوستريس.
وقدم هذه العبادة عند المصريين متفق عليه بين المؤرخين، كما اتفقوا على أنه لم يسبق على أفتاه غيره، وفى الأزمان الأخيرة فى وقت فرعون مصر بسماتيكوس بنيت عمارة بجانب معبد أفتاه للمقدس أبيس الذى قال فيه استرابون: إنه لم يكن شيئا آخر غير أوزريس.
[(الكلام فى العجل أبيس)]
وفى هذه العمارة، كان العجل أبيس مبجلا، وتلك العمارة، عبارة عن حوش يتفسح فيه العجل، وحيطانه منقوشة، وفيه بدل الأعمدة تماثيل جسيمة إرتفاع كل واحد إثنا عشر ذراعا.