وذكر المقريزى أيضا أنه كان بحارة كتامة هذه دار الست شقرا بنت السلطان الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، تزوجها الأمير أروس، ثم انحط قدرها واتضعت فى نفسها إلى أن ماتت فى يوم الثلاثاء ثامن عشرى جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
وكان بجوار هذه الدار حمام يقال له حمام كراى. قال المقريزى: فى ترجمة درب القماحين:
هذا الدرب كان يعرف بخط قصر ابن عمار من جملة حارة كتامة قريبا من الحارة الصالحية، وفيه اليوم دار خوند شقرا، وحمام كراى وراء مدرسة ابن غنام.
ومدرسة ابن غنام هذه موجودة إلى اليوم، يسلك إليها من حارة الدويدارى، ومشهورة بزاوية الغنامية، ولها منارة قصيرة أنشأها الوزير عبد الله بن شاكر المعروف بابن غنام.
(قلت): وخلفها الآن عطفة غير نافذة لا يبعد أن تكون هى وما بجوارها من الدور فى محل دار الست الشقرا وحمام كراى المذكورتين.
[[قصر ابن عمار]]
ويغلب على الظن أن دار الست شقرا هى قصر ابن عمار الذى عرف الخط به فى زمن الدولة الفاطمية. قال المقريزى: خط قصر ابن عمار من جملة حارة كتامة، وهو اليوم درب يعرف بدرب القماحين، وفيه حمام كراى ودار خوند شقرا، يسلك إليه من خط مدرسة الوزير كريم الدين بن غنام، ويسلك إليه من درب المنصورى، وقال: إن درب المنصورى بأول حارة الصالحية تجاه درب أمير حسين. وحارة الصالحية هى من حقوق حارة البرقية التى هى الآن شارع الدراسة، فيكون درب القماحين واقعا بين حارة الدويدارى وبين شارع الدراسة، ويكون قصر ابن عمار محله العطفة الواقعة خلف مدرسة ابن غنام التى تقدم أنه كان فى محلها دار خوند شقرا وحمام كراى.
[ترجمة ابن عمار]
وأما ابن عمار المذكور فهو - كما فى المقريزى - أبو محمد الحسن بن عمار بن على ابن أبى الحسن الكلبى من بنى أبى الحسب - أحد أمراء صقلية وأحد شيوخ كتامة - وصاه العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله لما احتضر هو والقاضى محمد بن النعمان على ولده أبى على منصور.
فلما مات العزيز بالله واستخلف من بعده ابنه الحاكم بأمر الله اشترط الكتاميون، وهم يومئذ أهل الدولة، أن لا ينظر فى أمورهم غير أبى محمد بن عمار بعدما تجمعوا وخرج منهم طائفة نحو المصلى، وسألوا صرف عيسى بن مشطورس، وأن تكون الوساطة لابن عمار، فندب لذلك وخلع عليه فى ثالث شوال سنة خمس وسبعين وثلثمائة، وقلّد بسيف من سيوف العزيز بالله، وحمل على فرس بسرج ذهب، ولقب بأمين الدولة.