ثم تجد عن يسارك عطفة الشيخ جوهر، وهى عطفة طويلة؛ أولها من عند بيت محمد أفندى صبح، وآخرها رحبة الأمير دبوس أغلى الآتى ذكرها، وبوسطها جامع الشيخ جوهر الذى عرفت به. كان أول أمره مدرسة أنشأها الأمير جوهر المعينى الحبشى، وقرر بها درسا وقارئا للبخارى، وذلك فى القرن التاسع كما فى «الضوء اللامع» -للسخاوى. وبقيت على ذلك إلى أن خربت، فجددها الأمير محمد بيك دبوس أغلى، وجعلها جامعا بمنبر وخطبة، وعمل لها منارة، وبنى بها صهريجا، وذلك فى سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، ووقف عليها أوقافا كثيرة، وأقيمت شعائرها إلى الآن، وعرفت بجامع الشيخ جوهر.
[درب العوالم]
ثم درب العوالم، له بابان: أحدهما من عطفة الشيخ جوهر، والآخر من رحبة دبوس أغلى، وبأحد بيوته ضريح يقال له ضريح الشيخ محمد.
ثم عطفة الجنينة. كانت غير نافذة، وبآخرها جنينة متسعة، تعرف بجنينة دبوس أغلى، أنشأها الأمير محمد بيك دبوس أغلى، ووقفها على جامع الشيخ جوهر بعد بنائه له، وعند فتح شارع محمد على أخذت هذه الجنينة فى الشارع، وصار يسلك منه لحارة غيط العدة من عطفة الجنينة المذكورة.
ثم درب الزيتونة غير نافذ، وعلى رأسه بيت أحمد بيك سعد وكيل دائرة والدة إسماعيل الخديو السابق.
ثم عطفة الباجورية، عرفت ببيت كبير يعرف ببيت الست الباجورية كائن بها، وبقربه ضريح يعرف بالشيخ محمد أبى قدرة، وبالقرب من هذا الضريح زاوية صغيرة مهجورة بجوار مستوقد حمام البارودية بها ضريح يعلوه قبة يعرف بسيدى محمد بن دقيق العيد، للناس فيه اعتقاد كبير، وبعض الناس يقول إنه من ذرية ابن دقيق العيد الإمام الكبير وكان عالما زاهدا مقيما بهذه الزاوية، ولما مات دفن بها، رحم الله الجميع.