بفتح الهمزة وسكون المثناة التحتية ولام وهاء التأنيث، مدينة صغيرة كانت بطريق ركب الحاج المصرى بقرب ساحل بحر القلزم وكان بها زرع يسير، وهى مدينة اليهود الذين جعل منهم القردة والخنازير، وبقرب عقبتها دفن الشيخ إبراهيم اللّقانى فى مرجعه من الحج سنة إحدى وأربعين بعد الألف قاله فى خلاصة الأثر.
وقال المقريزى (١) فى خططه: ذكر ابن حبيب أن أثال بضم أوّله ثم ثاء مثلثة وهو وادى أيلة، وأيلة بفتح أوله على وزن فعلة، مدينة على شاطئ البحر فيما بين مصر ومكة سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم ﵇، وأيلة أول حد الحجاز وقد كانت مدينة جليلة القدر على ساحل البحر المالح، بها التجارة الكثيرة وأهلها أخلاط من الناس، وكانت حد مملكة الروم فى الزمن الغابر، وعلى ميل منها باب معقود لقيصر قد كان فيه مسلحته يأخذون المكس، وبين أيلة والقدس ست مراحل.
والطور الذى كلّم الله عليه موسى ﵇ على يوم وليلة من أيلة، وبينها وبين القلزم ست مراحل فى برية وصحراء، وكانت فى الإسلام منزلا لبنى أمية أكثرهم موالى عثمان بن عفان كانوا سقاة الحج، وكان بها علم كثير وآداب ومتاجر وأسواق عامرة، وكانت كثيرة النخل والزرع، وعقبة أيلة لا يصعد إليها من هو راكب، وقد أصلحها فائق مولى خمارويه بن أحمد بن طولون، وسوّى طريقها ورّم ما استرم منها.
وكان بأيلة مساجد عديدة وبها كثير من اليهود ويزعمون أن عندهم برد النبى ﷺ وأنه بعثه إليهم أمانا، وكانوا يخرجونه رداء عدنيا ملفوفا فى الثياب قد أبرز منه قدر شبر فقط.