وبه مدرسة صرغتمش المعروفة الآن بجامع صرغتمش، هو تجاه جامع الخضيرى، عرف باسم منشئه الأمير سيف الدين صرغتمش الناصرى أنشأه سنة سبع وخمسين وسبعمائة، ورتب به دروسا، وشعائره مقامة إلى اليوم، وبداخله سبيل يعلوه مكتب، وقد بسطنا الكلام عليه فى جزء الجوامع من هذا الكتاب.
[جامع الجاولى]
وبآخر هذا الشارع جامع الجاولى بجوار قلعة الكبش، أنشأه الأمير علم الدين سنجر الجاولى، وجعله مدرسة، وذلك سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، ورتب بها دروسا، وهو عامر إلى الآن، وبداخله ثلاث قباب متلاصقة، بإحداها قبر منشئه، وبالثانية قبر الأمير سلار، وبالثالثة قبر دارس لم يعلم صاحبه، وقد بسطنا الكلام عليه فى جزء الجوامع من هذا الكتاب. وكان بجوار هذا الجامع سور من الحجر مرتفع تسميه العامة بمصطبة فرعون، فلما اشترى الأمير حسين باشا حسنى - ناظر المطبعة - الأرض التى خلف هذا السور هدم معظمه، وبنى فى الأرض التى اشتراها عمارته الموجودة الآن، وأخبرنى أنه عثر عند الهدم على عقود كبيرة مرتفعة، جميعها بالحجر العجالى الكبير، وعلى سلالم، وعلى طريق موصل إلى جامع الجاولى، وعلى مجرور متسع مبنى أيضا بالحجر العجالى المحكم الصنعة، وهذا المجرور أكثره ممتد إلى الشارع وباقيه داخل العمارة. وأخبرنى أيضا أنه رأى بابا مبنيا بالحجر، وعليه كتابة من ضمنها اسم محمد السعيد، فيغلب على الظن أن تلك العقود والطريق الموصل إلى الجامع من آثار بناء الجاولى صاحب الجامع، وأن البناء الذى داخل الباب المكتوب عليه اسم محمد السعيد من آثار بناء محمد السعيد ابن السلطان بيبرس الحاشنكير، أو من آثار بناء غيره من الأمراء، وكان يسمى بهذا الاسم، وقد ذكرنا فى هذا الكتاب غير مرة أن هذه الخطة خصوصا فوق الكبش كانت محلا لسكن الأمراء من أعيان الدولة، وعلى هذا لا يبعد ما حررناه والله أعلم بالصواب.
وبهذا الشارع أيضا ضريحان؛ أحدهما يعرف بالشيخ خضر، والآخر يعرف بالست تاج، ووكالة كبيرة تعرف بوكالة إبراهيم شركس، بها عدة حواصل ومساكن علوية، وتحت نظر إبراهيم أفندى شركس المذكور.