هذه المدرسة بخط بين القصرين فى شارع النحاسين عند جامع المارستان المنصورى بين مدرستى الناصرية والكاملية. أنشأها السلطان الظاهر برقوق وابتدئ فى عمارتها سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وفرغ منها فى سنة ثمان وثمانين كما فى نزهة الناظرين قال الإسحاقى: وهى من محاسن مدارس مصر وفيها قال الشاعر:
قد أنشأ الظاهر السلطان مدرسة … فاقت على إرم مع سرعة العمل
يكفى الخليلىّ أن جاءت لخدمته … صم الجبال بها تمشى على عجل
وبنى أيضا تربة بالصحراء وهى مسكونة معمورة إلى الآن. انتهى، وهى الآن عامرة مقامة الشعائر الإسلامية من جمعة وجماعة، ولها منارة عظيمة يؤذن عليها الأذان السلطانى وليس بها اليوم شئ من دروس العلم، وكذا أغلب المدارس أو جميعها لإكباب الناس على الجامع الأزهر فلا يكاد يعبأ بالتدريس فى غيره بمصر، ولم أجد فى خطط المقريزى ترجمة هذه المدرسة فى المدارس ولا فى الجوامع مع أنه عدها مدرسة فى سرد الجوامع وذكرها فى الخانقاهات وأحالها على الجوامع فقال: الخانقاه الظاهرية هى بخط بين القصرين فيما بين المدرسة الناصرية ودار الحديث الكاملية أنشأها الملك الظاهر برقوق فى سنة ست وثمانين وسبعمائة، وقد ذكرت عند ذكر الجوامع من هذا الكتاب انتهى. وترجم منشئها بأنه السلطان الملك الظاهر أبو سعيد برقوق أوّل ملوك الجراكسة. أخذ من بلاد الجركس وبيع ببلاد آنص القرم، ثم بيع بالقاهرة للأمير يلبغا الخاصكى وعرف ببرقوق العثمانى، ثم أخرج الملك الأشرف الأجلاب من مصر فسار منهم برقوق إلى الكرك فأقام مسجونا بها سنين، ثم أفرج عنه فمضى إلى دمشق فخدم عند منجك نائب الشام، ثم طلب الأشرف اليلبغاوية فقدم فى جملتهم وخدم عند أولاد السلطان وتغلب حتى صار من جملة الأمراء، ثم تغلب حتى تسلطن فغير العوائد، وأفنى رجال الدولة واستكثر من جلب رجال الجراكسة إلى أن ثار عليه يلبغا الناصرى فملك القلعة وقبض عليه وبعثه إلى الكرك فسجنه بها، ثم خرج من السجن