للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وترتبت معاشات متنوعة لأئمة المساجد، والأرامل والأيتام وغيرهم من طرف سلاطين آل عثمان. واقتدى بهم من حذا حذوهم من أهل الخير من الأمراء والذوات، فبلغ مبلغ هذه المعاشات فى وقت الفرنساوية وحصروه فى دفاترهم مائتين وسبعة وتسعين ألفا وستمائة وأحدا وسبعين فرنكا، وترتب لتعمير بعض الزوايا والأضرحة والموالد، وتكفين الأموات وغير ذلك أربعمائة وتسعون ألف فرنك، فكان مجموع ما ترتب من الخيرات المار ذكرها تسعة وثلاثين ألفا وثلثمائة وثلاثة وثمانين بنتو ذهبا، منها نحو ألف بنتو مرتبات مدرسى الأزهر، وثمن شموع تقاد فى ليالى القراءات، وثمن أرز وعسل يفرق على الطلبة.

فلو صرفت هذه المبالغ فى أبواب صرفها كما رتّبها أصحابها لما حصل للمبانى الخيرية وأهلها ما حصل، ولكن لما تطاولت يد الأطماع من أصحاب الكلمة عليها واستحوذوا عليها لأنفسهم تعطلت جهاتها، واندثر أغلبها.

***

[مطلب الأجزخانات]

ولما أخذت العائلة العلوية المحمدية بزمام الأحكام حصل الالتفات للمبانى الخيرية والاهتمام بشأن رجال العلم، فحفظت المبانى، وتحسّنت أحوالها، وانتشرت المعارف، وكثرت رجالها، كما قدمنا ذلك.

ومن شدة الاعتناء بأمر الصحة العمومية تنظمت قوانين ومجالس للصحة، وكثر عدد الحكماء فى مدن القطر وجهاته، وتعددت بيوت الأدوية المعروفة بالأجزاخانات حتى بلغ عددها أربعا وأربعين أجزاخانة موزعة فى مدينة القاهرة، خلاف الأجزاخانات الميرية، وهى موزعة هكذا:

ستة بشارع كلوت بك. ثمانية بشارع الموسكى. ثلاثة بشارع عابدين. خمسة بدائرة البوستة بالأزبكية. اثنتان بباب الشعرية. واحدة بالخرنفش. ثلاثة بقرب سيدنا الحسين.

ثلاثة بشارع محمد على. واحدة بالدرب الأحمر. ثلاثة بشارع الصليبة. ثلاثة بشارع السيدة زينب. واحدة بشارع النصرية. واحدة بشارع عبد العزيز. اثنتان بشارع بولاق. اثنتان بشارع الفجالة.

(أقول): ولم تظهر الأجزاخانات على الصورة الحالية إلا فى زمن العائلة المحمدية، وقبل ذلك كانت العقاقير تباع فى دكاكين العطارين بحالتها الطبيعية، فتشترى وتمزج على