للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال لندوسة خازنه: يا ندوسة من صرف منا صاحبه؟ فقال: أنت أيها الأمير.

وعاش بعدها أحمد ثنتى عشرة سنة أميرا.

وبنى العزيز بالله نزار بن المعز قصورا بعين شمس.

وقال ابن خرداذبه: بعين شمس من أرض مصر اسطوانتان من بقايا أساطين كانت هناك، فى رأس كل اسطوانة طوق من نحاس يقطر من إحداهما ماء من تحت الطوق إلى نصف الاسطوانة لا يجاوزه ولا ينقطع قطره ليلا ولا نهارا فموضعه من الأسطوانة أخضر رطب ولا يصل الماء الى الأرض، وهو من بناء أوسهنك.

وذكر محمد عبد الرحيم فى كتاب تحفة الألباب: أن هذا المنار مربع علوه مائة ذراع قطعة واحدة محدد الرأس على قاعدة من حجر، وعلى رأس المنار غشاء من صفر كالذهب فيه صورة إنسان على كرسى قد استقبل المشرق، ويخرج من تحت ذلك الغشاء الصفر ماء يسيل مقدار عشرة أذرع، وقد نبت منه شئ كالطحلب فلا يبرح لمعان الماء على تلك الخضرة أبدا صيفا وشتاء، لا ينقطع ولا يصل إلى الأرض منه شئ.

[[البلسان]]

وبعين شمس نبت يزرع كالقضبان يسمى البلسم يتخذ منه دهن البلسان لا يعرف بمكان من الأرض إلا هناك، يؤكل لحاء هذه القضبان فيكون له طعم وفيه حرارة وحرافة لذيذة.

وفى بعض العبارات: أن بناحية المطرية من حاضرة عين شمس البلسان وهو/شجر قصير يسقى من ماء بئر هناك. وهذه البئر تعظمها النصارى وتقصدها وتغتسل بمائها وتستشفى به. ويخرج لعصر البلسان أوان إدراكه من قبل السلطان من يتولى ذلك ويحفظه ويحمل إلى الخزانة السلطانية ثم ينقل منه إلى قلاع الشام والمارستانات لمعالجة المبرودين. ولا يأخذ منه شئ إلا من خزانة السلطان بعد أخذ مرسوم بذلك.