وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن قراقجا الحسنى هذا هو قراقجا الظاهرى برقوق؟ (١) تأمر بعد المؤيد وصار فى أيام الأشرف من الطبلخاناة وثانى رءوس النوب، بل تقدم إلى أن استقر به الظاهر رأس نوبة النوب فى سنة اثنتين وأربعين ثم نقله فيها إلى الأخورية الكبرى؛ فأقام فيها سنين وبنى أملاكا حبس أكثرها على مدرسته التى أنشأها بالقرب من قنطرة طقزدمر الحموى، وعمل بها تصوفا وشيخا وأرباب وظائف وقرر فى خطابتها وكذا فى مشيختها ظنا السيد الصلاح الأسيوطى، وكذا عمل أيضا مسجدا ببعض الأماكن قرر فى إمامته بعض طلبة المالكية، وكان دينا متواضعا عفيفا حسن السيرة وقورا حشما أسمر معتدل القدر أبيض اللحية مستديرها متقدما فى الفروسية من محاسن أبناء جنسه.
مات هو وابن له فى يوم السبت ثامن عشر صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون، وشهد الصلاة عليهما السلطان من الغدو دفنا فى قبر واحد رحمهما الله تعالى اه.
(قلت): وقنطرة طقزدمر الحموى هى المعروفة اليوم بقنطرة درب الجماميز.
[جامع قرقماس السيفى]
هذا المسجد بالصحراء قرب المدرسة البرقوقية وبجوار تربة قانن طاز وتربة ابن فضل الله وتربة القاضى عبد الباسط.
كان أصله مدرسة أنشأها الأمير قرقماس المقر أحد أمراء الغورى توفى بالشام أيام واقعة الغورى سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة كما فى ابن اياس.
[مطلب صورة وقفية قرقماس]
ففى كتاب وقفيته: أوقف هذه المدرسة الأمير المقر الأشرف الكريم العالى المولوى الأميرى العبدى الذخيرى العباسى الظهيرى المجاهدى المرابطى الكافلى السيدى المالكى المخزومى السيفى قرقماس.
وأنشأ بجوارها قصرا وسبيلا وساقية وحوشا لدفن الأموات وربعا وطباقا ومساكن /للصوفية ووقف أوقافا يصرف عليها من ريعها.
وفيه فى حجة أخرى مؤرخة بسنة ست عشرة وتسعمائة: أنه وقف أطيانا فى مديرية الغربية بناحية دنجوية وناحية تبانة ومنية العيسى، ومحلة أبى على القنطرة وناحية سنسى
(١) فى الأصل برقوف. والتصويب من (الضوء اللامع ٢١٦:٦ رقم ٧٢٢ ط القاهرة ١٣٥٤ هـ).