وقد بنى بها أحمد باشا طاهر لما كان مدير الأقاليم الوسطى سنة ١٢٤٤ قصرا وديوانا، وبها قشلاق للعساكر، وبها جوامع بمنارات أشهرها جامع الشيخ شمردن، وبه ضريحه مشهور، وبها سوق دائم بدكاكين عامرة بالسلع وقهاو ونحو ذلك، وسوقها العمومى كل أسبوع، يجتمع فيه خلق بكثرة، وكانت قبل أحمد باشا ملحقة بالأرياف، فأصلح فيها وعمر، ورتب فيها عوائد مستحسنة مما فى البنادر، فقد قيل أنه منع جلوس النساء فى الحارات وخروجهن مكشوفات، وألزمهم بإغلاق الأبواب، وكنس الحارات، وإدامة النظافة، حتى تخلق كثير منهم بذلك، واستمرت كذلك إلى الآن، بل ازدادت عمارتها تبعيتها للدائرة السنية، وحدوث الترعة الإبراهيمية بجوارها ومحطة السكة الحديد، وإقامة ناظر القسم بها، فقد كثرت فيها المبانى والسكان، ونمت فيها الأرزاق.
[ذكر بعض أحوال أحمد باشا طاهر]
ثم إن أحمد باشا المذكور هو ابن طاهر باشا الآتى ذكره، تعين حاكمدار الوجه القبلى من سيوط إلى إسنا فى نحو سنة ١٢٣٧، وهو الذى أنشأ عتبة الترعة السوهاجية - كما ذكرنا ذلك هناك - وفى سنة ثمان وثلاثين ظهر رجل من الصعيد الأعلى اسمه الشيخ أحمد تلقب بالمهدى، واجتمع عليه خلق كثير من بلاد كثيرة، وأظهر مخالفة الحكام، وطرد بعضهم من بلاد الصعيد، وقامت معه البلاد، وتجرأ على نهب أشوان الديوان، وأخذ الأموال الميرية، وكان يعطى المأخوذ منه أوراقا بختمه بالاستلام، فقام أحمد باشا طاهر وجهز العساكر، وتجهز أيضا الشيخ أحمد المذكور، وتقابل معه فيما بين ناحية الخربة