أوله من ضريح المضفر، وينتهى إلى سبيل أم عباس باشا بأول شارع الصليبة.
[شارع المضفر]
وبه على يسار المارّ بأوّله شارع المضفر يسلك فيه إلى الرميلة التى عرفت الآن بالمنشية بجوار جامع السلطان حسن. وشارع المضفر هذا هو حدرة البقر المذكورة فى المقريزى غير مرة، فكانت هذه الخطة تعرف أوّلا بحدرة البقر. وإلى الآن هذا الاسم مذكور فى أكثر حجج الأملاك التى بشارع السيوفية.
[دار البقر]
وفى زمن الناصر محمد بن قلاوون كان بهذا الشارع عمارات جليلة من ضمنها دار البقر التى ذكرها المقريزى، فقال: هذه الدار خارج القاهرة - فيما بين قلعة الجبل وبركة الفيل بالخط الذى يقال له اليوم حدرة البقر - كانت دارا للأبقار التى برسم السواقى السلطانية، ومنشرا للزبل، وفيها ساقية، ثم إن الملك الناصر محمد بن قلاوون أنشأها دارا وإصطبلا، وغرس بها عدّة أشجار، وتولّى عمارتها القاضى كريم الدين عبد الكريم الكبير، فبلغ المصروف عليها ألف ألف درهم. (انتهى).
(قلت): والذى يغلب على الظن أن دار البقر هذه هى التى محلها الآن حوش الجاموس المملوك لعلى أفندى البقلى الحكيم، والبيوت المملوكة لنا التى أنشأناها بلصق بيتنا الكبير الكائن على الشارع. وقبل إنشائها كان فى محلها ساقية غزاوى كبيرة ذات وجوه أربع، أظن أنها هى ساقية دار البقر المذكورة. وكانت هذه الساقية من المبانى السلطانية جميعها بالحجر العجالى الكبير، ما عدا جزء منها يقرب من ثلثها من الأسفل، فإنه نقر فى الحجر. وكان مسطحها يقرب من ألف ذراع معمارى، وكان ارتفاعها فوق أرض الحارة نحو عشرة أمتار. وقد هدمناها وأنشأنا فى مساحتها البيوت المذكورة، وبئرها موجودة إلى الآن فى المسافة التى تركت فرجة للسكان فيما بين البيوت.