هو فيما بين دير الطين والفسطاط فى خطة راشدة. وراشدة قبيلة من العرب نزلوا عند الفتح، أنشأه الحاكم بأمر الله وتم بناؤه سنه خمس وتسعين وثلاثمائة وصليت فيه الجمعة، وعلقت فيه قناديل وتنور من فضة زنتها ألوف كثيرة.
ثم هدم وعمر بعد الأربعمائة، وجدد بعد ذلك مرارا، وكان يمتلئ بالناس لكثرة ما حوله من السكان، وإنما تعطل بعد سنة ثمانمائة.
وقال الشريف الجوانى النسابة: راشدة بطن من لخم، لهم خطة بمصر بالجبل المعروف بالرصد المطل على بركة الحبش، وقد دثرت الخطة ولم يبق فى موضعها إلا الجامع الحاكمى المعروف بجامع راشدة انتهى من المقريزى باختصار، وقد زال هذا الجامع بالمرة ولم يبق له أثر.
[جامع رحبة عابدين]
هذا الجامع بداخل رحبة عابدين قرب قنطرة الذى كفر. جدده الأمير عبد الرحمن كتخدا وهو مقام الشعائر، وبه ضريح يقال له ضريح الأربعين، وضريح يعرف بضريح الشيخ رمضان عليه مقصورة من الخشب، وبجواره تكية تابعة له ومكتب، وصهريج به مزملة من الرخام عليها شباك من النحاس الأصفر، وعلى باب التكية أبيات منها:
رباط خير جزيل العفو أرخه … قد جاء بشرى من الرحمن للعبد
١١٧٥ ١٠٤ ٤ ٥١٢ ٩٠ ٣٢٩ - ١٣٦
يعنى سنة ألف ومائة وخمس وسبعين (١)، وهذا تاريخ عمارة عبد الرحمن كتخدا فإنه من أهل القرن الثانى عشر، ولهذا الجامع أوقاف تحت نظر ديوان عموم الأحباس.
[جامع الرفاعى]
هذا الاسم يطلق الآن على البناء الشاهق المقابل لمدرسة السلطان حسن، على يسار السالك من شارع محمد على طالبا القلعة. أمرت بإنشائه المرحومة الست خوشيار والدة الخديوى إسماعيل ولكنه لم يعرف باسمها، بل بقى معروفا باسمه القديم الذى كان للزاوية التى بنى فى محلها،
(١) فى الأصل سنة ١١٦٥، والصواب ما أثبتناه وفقا لقاعدة حساب الجمل.