وبه سبيل مهجور، وذكر الشعرانى فى طبقاته أنه لما مات سيدى أبو الحسن الغمرى سنة تسع وثلاثين وتسعمائة دفن عند والده بجامع الغمرى. (انتهى).
[حمّاما الملطيلى]
وبجوار هذا الجامع حماما الملطيلى، أحدهما للرجال والآخر للنساء، وهما من الحمامات القديمة ذكرهما المقريزى وسماهما بحمامى سويد حيث قال: هذان الحمامان بآخر سويقة أمير الجيوش، عرفا بالأمير عز الدين معالى بن سويد، وقد خرب إحداهما، وبقى الآخر بيد الخليفة أبى الفضل العباسى بن محمد المتوكل. (انتهى). وفى «قطف الأزهار» للعلامة أبى السرور البكرى أن هذا الحمام كان يعرف بحمام سويد، وكان حماما واحدا، ثم قال:
وهو الآن-يعنى فى القرن العاشر-داخل فى أوقاف ذرية الملك المؤيد بن إينال، وأنشأ حماما آخر بجانبه للنساء يقال له حمام الغمرى. (انتهى). فالحمام القديم وهو حمام الرجال، والاخر الحادث هو حمام النساء، وهما عامران إلى الآن.
وبهذا الشارع أيضا زاوية سراج الدين، وهى بين حارة الشويخ وحارة الجوخى، بداخلها ضريح أحد أولاد الشيخ البلقينى، وشعائرها غير مقامة لتخربها.
وهذا الشارع كان يعرف قديما بحارة المرتاحية والفرحية اللتين ذكرهما المقريزى حيث قال: حارة المرتاحية عرفت بالطائفة المرتاحية إحدى طوائف العسكر، والفرحية كانت سكن الطائفة الفرحية، وهى بجوار حارة المرتاحية، فإلى يومنا هذا فيما بين سويقة أمير الجيوش وباب القنطرة زقاق يعرف بدرب الفرحية. (انتهى).
قلت وهذا الشارع الآن واقع بين حارة برجوان وشارع بين السيارج، ويتوصل منه إلى باب الشعرية أى باب القنطرة ورأس هذا الشارع التى تجاه باب القنطرة كان معقودا، ويعرف بباب القوس، ثم فى سنة خمس وتسعين ومائتين وألف أمر بهدمه الأمير قاسم باشا-محافظ مصر سابقا-بدعوى أنه مخل مع أنه كان فى غاية المتانة، وكانت عليه كتابة كوفية، وكان الداخل من هذا الباب يصير فى حارة المرتاحية.
وكان برأس هذه الحارة من جهة برجوان سويقة أمير الجيوش، وهى موجودة إلى الآن لكنها مشهورة عند العامة بمرجوش من غير لفظ سويقة، وهى شهرة قديمة عبّر عنها السيوطى فى «حسن المحاضرة» وهذه السويقة تنتهى إلى درب الطاحون تجاه مطبخ العسل.