ثم تجد بقرب هذه الزاوية أحد أبواب الحارة المعروف بباب الدحديرة، يسلك منه لشارع باب الخرق.
ثم ترجع إلى داخل الحارة فتجد بوسطها رحبة كبيرة تعرف برحبة دبوس أغلى، بدائرها بيوت أولاد المرحوم حسين بيك دبوس أغلى ابن المرحوم محمد بيك دبوس أغلى، الأمير الكبير صاحب الشهرة العظيمة فى زمن العزيز محمد على باشا، وبيته الأصلى موجود إلى الآن بهذه الرحبة، إلا أنه تشعث وجعل به عدة مساكن وورشة معدة لتشغيل المخيش والتلى تابعة للحاج أبى العلاء القصبجى المتقدم ذكره.
وبهذه الرحبة أيضا سبيلان: أحدهما من إنشاء الأمير محمد بيك المذكور، وأنشأه سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، وجعل فوقه مكتبا لتعلم الأطفال، وهو عامر إلى الآن بنظر الأمير مختار بيك من ذرية المنشئ، والثانى من إنشاء الست المعروفة بالعنتبلية، يعلوه مكتب، وهو عامر إلى الآن بنظر بعض الأهالى، وبوسطها شجرة لبخ عظيمة جدا بجانبها بجمون يجئ فيه ماء النيل من الخليج بواسطة مجرى معقود تحت الأرض، ممتدا إلى الخليج، يفتح فى كل سنة أربعة أشهر النيل، وتملأ منه الأسبلة التى هناك، وينتفع بمائه أهل الحارة وغيرها بدون عوض، وهو من إنشاء الأمير محمد بيك المذكور، رحم الله الجميع.
[عطفة شعبان أغا]
ثم تجد بعد خروجك من تلك الرحبة قاصدا شارع محمد على عطفة صغيرة على يسارك، تعرف بعطفة شعبان أغا.
ثم تجد بعد هذه العطفة من جهة اليمين زاوية تعرف بزاوية الشيخ ضرغام، أخذ منها جزء فى شارع محمد على، ذهب فيه مطهرتها ومرافقها، ثم جددت من جهة الأوقاف فى سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، إلا أنه لم يجعل بها مطهرة لذهاب بئرها، وهى مرتفعة يصعد إليها بدرج، وتحتها أربعة حوانيت موقوفة عليها، وبداخلها ضريح الشيخ محمد ضرغام، يعمل له مقرأة كل أسبوع، ومولد كل عام، وشعائرها مقامة إلى الآن بنظر الديوان.