أوّله من زاوية سالم التى تجاه باب سوق المؤيد، وآخره باب المتولى. وعلى يمين المارّ به فتحتان يتوصل منهما إلى سوق المؤيد وإلى حارة المحمودية المعروفة اليوم بالإشراقية، وعلى يسار المارّ بآخره عطفة تعرف بعطفة الحمّام، وليست نافذة.
وأما زاوية سالم المذكورة فقد ذكرها المقريزى فى المساجد بعنوان مسجد ابن البنا فقال:
مسجد ابن البنا داخل باب زويلة تسمّيه العامة بسام بن نوح ﵇، وهو من اختراعاتهم التى لا أصل لها، ولعل سام بن نوح لم يدخل أرض مصر ألبتة. ثم قال: وبلغنى أن هذا المسجد كان كنيسة لليهود القرائين تعرف بسام بن نوح، وأن الحاكم بأمر الله أخذها لما هدم الكنائس وجعلها مسجدا، وتزعم اليهود الآن بمصر أنّ سام بن نوح مدفون هنا ويحلّفون من أسلم منهم بهذا المسجد أخبر به قاضى اليهود إبراهيم بن فرج الله بن عبد الكافى (انتهى).
وهذه الزاوية عامرة إلى اليوم، وبها خطبة، وشعائرها مقامة من أوقاف لها تحت نظر الحاج محمد المغربى.
وهذا الشارع الآن فى غاية العمارية، وبه جملة دكاكين تباع فيها مناخل الدقيق، وفى مقابلتها دكاكين لمبيع الشمع الإسكندرانى، ثم يلى ذلك عدة دكاكين من الجانبين لبيع السكر والنقل ونحوه.
[جامع المؤيد]
وبوسط هذا الشارع جامع المؤيد، وهو جامع عظيم أنشأه الملك السلطان المؤيد سنة ثمان عشرة وثمانمائة، وهو إلى الآن من أشهر الجوامع وأعظمها وأوسعها، وبه منبر وخطبة، وعلى محرابة قبّة مرتفعة، وله مقصورة يفصلها من الصحن جدار، وبوسطه حنفية وأشجار، وبداخله أربعة مدافن: أحدها للمنشئ، والثانى لزوجته، والآخران لابنه وابنته، وبه صهريج ومكتب، وله ثلاثة أبواب؛ أكبرها بشارع السكرية، والآخران بالجدار البحرى، يفتح أحدهما على المطهرة بقرب شارع تحت الربع، والآخر بشارع الإشراقية.