للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زينب أيضا، وبعضه التلول التى على يمين السالك من مصر العتيقة إلى السيدة زينب، كما أن على يساره موضع بستان الجرف، وفيه الآن المنازل والأزقة الموجودة بخط السيدة زينب شرقى الخليج. وفى موضع الحوض المتقدم ذكره زاوية الحبيبى الموجودة الآن.

[[العمارة فى عهد الآمر]]

وفى أيام الخليفة الآمر بأحكام الله ملك الإفرنج كثيرا من المعاقل والحصون بسواحل الشام، فملكت عكا وغزة وطرابلس وبانياس وجبيل وغيرها من البلاد. ومع ذلك كانت أحوال مصر رائجة، والعمارة فى مصر والقاهرة فى ازدياد، لا سيما فى وزارة البطائحى، فهو الذى أعاد بركة الأزبكية، وجعل بها الماء بعد حفرها وتعميقها، وسميت من وقتئذ بركة بطن البقرة. وبنى دار الذهب بخط بين السورين، وكانت مطلة على الخليج، وبنى له دارا تجاه خزانة الدرق، وهى التى جعلها يوسف صلاح الدين مدرسة عرفت بالمدرسة السيوفية - كما فى الخطط، وبعضها الآن جامع الشيخ مطهر من شرق.

وأعاد فى زمنه سكنى الخليفة بمنظرة اللؤلؤة، وعمّرها، وعمّر منظرة الغزالة على الخليج، وبنى للمصامدة (وهى فرقة من العساكر الفاطميين) خارج باب زويلة حارة عرفت بحارة المصامدة، والآن تعرف بحارة درب الأغوات.

وعمرت الناس البيوت فى الشارع الأعظم، حتى صارت مصر والقاهرة لا يتخللهما خراب، وبنى الناس من الباب الحديد حيث درب الدالى حسين إلى باب الصفا حيث كوم الجارح، ولما بنى الصالح طلائع جامعه كان خط الدرب الأحمر وما بعده إلى القلعة خرابا جميعه لا بناء فيه إلى ما بعد سنة خمسمائة، ثم صارت الناس يقبرون موتاهم من خلفه إلى جامع ابن طولون.

وفى زمن الآمر بأحكام الله بنى الجامع الأقمر، وبنى دار الضرب التى محلها الآن فى أول حارة الصنادقية على يمين السالك إلى الأزهر، وبنى فى جزيرة الروضة الهودج، وأسكن به محبوبته البدوية.

وبنى المأمون البطائحى أيضا دار العلم الجديدة خارج القصر، واليوم محلها وكالة سليمان أغا السلاحدار الكبيرة التى تجاه خان الخليلى. واستجد أيضا بالمناخ السعيد طواحين برسم الرواتب، وموضعها الآن صدر حارة المبيضة، وما وراء ذلك من حارة العطوفية، وبنى فوق أبواب القصر مناظر: إحداها فوق باب الذهب، كان يجلس بها الخليفة لعرض الجيوش، وكانت تسمى الزاهرة، واثنتان من داخل القصر، وهما الفاخرة، والناضرة.