من جهتى غربها وشمالها، وبها أربعة مساجد بغير منارات، وأربعة منازل مشيدة، وخمسة بساتين، وأضرحة لبعض الصالحين، كسيدى مصباح، والشيخ تقى الدين الحسينى، والشيخ أبى عامر. ولها سوق كل يوم أحد، وتعداد أهلها سبعة آلاف وثمانمائة نفس، ومعمور زمامها خمسون ألف فدان، وغير المعمور ينيف على ستين ألف فدان، ومقدار سكنها ثمانية وأربعون فدانا، ورىّ أرضها من النيل، وبها بعض سواق لمزروعات الصيف، وتكسب أهلها من زراعة القطن وباقى الحبوب، وبها مقبرتان لأموات المسلمين. ومقبرة للنصارى، وعندها أربعة طرق، منها ما يوصل إلى ناحية المعصرة فى قدر ساعة، وما يوصل إلى دميرة فى ساعة ونصف، وما يوصل إلى بهوت فى ساعة، والرابع إلى كفر الجرائدة فى ساعتين. وأطيان هذه البلده متصلة ببرية البرلس.
[مطلب برية البرلس]
وهى برية واسعة يبلغ زمامها نحو خمسمائة ألف فدان، وبحيرة البرلس واقعة فى داخلها، وكانت تلك/البرية إلى سنة ستين بعد المائتين والألف معدة لرعى الجاموس والبقر الجفال، وهى محددة بحدود أربع، فحدها الغربى: ناحية أبى بكار وعزبة عمر، التى عوضت ناحية السعدة بعد إنعدامها وناحية شباس الملح. وحدها البحرى: ينتهى إلى كوم أبى فصادة وجزيرة المحروقة وكوم الخبير وكوم الخنزيرى وناحية المعصرة. والحد الشرقى: ينتهى إلى أطيان ناحية منية أبى غالب وكفورها وناحية بسنديلة. والحد القبلى: إلى معمور أطيان بلقاس وناحية المعصرة وكفر الجرائدة وبيلة والكفر الغربى، وكفور زاوية سيدى غازى، وكوم أم سن، وكوم شلمة، وكوم تيرة، وكوم العرب، وكوم إسماعيل، وكوم شباس الملح.
وفى هذا الفضاء العظيم كانت تجتمع تصافى مياه البلاد المجاورة له فى الأيام السابقة فيتكوّن منها بحيرة عظيمة الامتداد طولا وعرضا، تتخللها جزائر كثيرة العدد بعضها كبير وبعضها صغير، وكان بتلك الجزائر حشائش ومراع بكثرة، وبعد نزول المياه