ومن ذريته الأمير الجليل المرحوم رفاعة بك رافع الطهطاوى ناظر مدرسة الألسن سابقا، ولد ﵀ سنة ١٢١٦ هجرية، ونشأ فى عز والده إلى أن أخذت الإلتزامات من العلماء والأشراف، فاضطر والده إلى المهاجرة من طهطا إلى بلد أقاربه بمنشأة النيدة المعروفين ببيت أبى قطنة، وهناك حفظ أكثر القرآن الشريف، ثم توفى والده ﵀ السيد بدوى، فرجع إلى طهطا وهناك قام بتربيته أخواله، وهم بيت علم من الأنصار الخزرجية، فحفظ المتون وحضر بعض الكتب عليهم فقها ونحوا، وأغلب تربيته الأزهرية كانت على العلامتين المفضالين، الشيخ الفضالى، والشيخ حسن العطار، فتخرج عليهما فى سائر العلوم العربية، حتى صار أهلا للتدريس فدرّس فى الأزهر مدة نحو السنتين، وكان له/رحمه الله تعالى، منزلة خاصة عند الشيخ حسن العطار، فكان يشترك معه فى الاطلاع على الكتب الغريبة التى لم تتداولها أيدى علماء الأزهر.
وقد اتفق أن المرحوم محمد على باشا صاحب الديار المصرية عليه سحائب الرحمة، بعث بجملة من أبناء أكابر الحكومة المصرية وغيرهم، لتعلم العلوم الأوروباوية بمدينة باريس، وطلب من الشيخ العطار أن ينتخب لهم إماما من علماء الأزهر فيه الأهلية واللياقة، فاختار تعيين صاحب الترجمة لتلك الوظيفة، فتوجه مع تلك الإرسالية إلى باريز، وأوصاه شيخه المومى إليه قبل سفره، بأن يفيد بلاده بعمل رحلة تجمع ما عليه المملكة الفرانساوية عموما، وتضبط أحواله خصوصا، فعمل رحلته المشهورة المسماة «تخليص الإبريز» المطبوعة مرارا وشرع حين ركوب الباخرة من الأسكندرية، فى تعلم مبادئ