للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد العزيز المجاورة للمسجد الذى بحذاء خان منجك، وما بجوار دار خواجا من الزقاق المعروف بدرب الحبشى. وكان حد هذا القصر الغربى ينتهى إلى الفندق الذى بخط الخيميين المعروف قديما بخان منكورس، ويعرف اليوم بخان القاضى. (اه. باختصار).

وخط الخيميين كان بالقرب من الجامع الأزهر فى محل مدرسة محمد بيك أبى الذهب.

وخان منكورس محله اليوم الأماكن التى خلف وكالة المخلل من شارع الصنادقية بقرب جامع محمد بيك. فمن هذا يعلم أن القصر كان يمتد إلى الأماكن المذكورة خلف وكالة المخلل.

[مطلب خزانة الكتب]

وكان بالقصر الكبير أيضا عدة خزائن - قال المقريزى: منها خزانة الكتب، وكان عدتها أربعين خزانة، وكانت فى أحد مجالس المارستان العتيق، وكان فيها من أصناف الكتب ما يزيد على مائتى ألف كتاب من المجلدات، ويسير من المجردات، فمنها الفقه على سائر المذاهب، والنحو، واللغة، وكتب الحديث، والتواريخ، وسير الملوك، والنجامة، والروحانيات، والكيمياء، من كل صنف نسخ، ومنها النواقص التى ما تممت. كل ذلك

بورقة مترجمة ملتصقة على كل باب خزانة. وكان فيها من الخطوط المنسوبة أشياء كثيرة، وكذلك الدروج بخط ابن مقلة ونظائره، كابن البوّاب، والمصاحف الكريمة، والربعات الشريفة بخطوط منسوبة زائدة الحسن محلاة بالذهب والفضة، وكان بها جملة من الخدمة، وكانت من عجائب الدنيا، ويقال إنه لم يكن فى جميع بلاد الإسلام دار كتب أعظم من التى كانت بالقاهرة فى القصر.

ومن عجائبها أنه كان فيها ألف ومائتا نسخة من تاريخ الطبرى، إلى غير ذلك. واختلف فى عدد ما كان فيها من الكتب، فقيل: مائتا ألف، وقيل: مليون وستمائة ألف، وقيل غير ذلك. (اه).

[مطلب خزانة الكسوة]

وخزانة الكسوة - قال المقريزى نقلا عن ابن أبى طيئ: وعمل - يعنى المعز لدين الله - دارا، وسمّاها «دار الكسوة»، وكان يفصّل فيها من جميع أنواع الثياب والبز، ويكسو بها الناس على اختلاف أصنافهم كسوة الشتاء والصيف. وكانت تبلغ قيمة كسوة أهل القصر صيفا وشتاء ستمائة ألف دينار وزيادة.

وكانت خزانة ظاهرة، وهى لعامة الناس، وأخرى باطنة لخاصة الخليفة، وكانت خلعهم على الأمراء الثياب الديبقى والعمائم بالطراز المذهب وكان طراز الذهب والعمامة من خمسمائة دينار إلى غير ذلك. (اه).