الشيخ أبو المواهب بن محمد بن محمد البكرى المصرى الشافعى، أحد أولاد الأستاذ الكبير محمد بن الأستاذ أبى الحسن، ولد فى حياة أبيه، ونشأ فى عزة وافية، وهو كما قال الشهاب فى حقه مسك الختام وفذلكة أولئك الأعلام، وقد ظهر بمظهر أسلافه من الفضائل والمعارف وتصدر للتدريس وإملاء التفسير، وكان إذا سئل عن أى معضلة، أشكلت على ذى المعرفة، لا تراه يتوقف، ولا يخرج عن صوب الصواب، ولا يتعسف، ولا أخبر عن شئ من المغيبات فى وقت من الأوقات، وكاد أن يتخلف، ودرس بالمدرسة الشريفية المشروطة لأعلم علماء الشافعية، تلقاها عن والد زوجته الشمس سيدى محمد الرملى الصغير شارح المنهاج، وله ديوان شعر يشتمل على دقائق ورقائق، وله غير ذلك، وكانت ولادته سنة ٩٧٣، ووفاته سنة ١٠٣٧ هـ، ودفن بتربة آبائه فى القرافة، كما فى الخلاصة.
[الشيخ أحمد بن زين العابدين]
الشيخ أحمد بن زين العابدين، كان له الأدب الباهر، والعلم الزاخر، تصدر بعد موت عمه أبى المواهب، وعقد مجلس التفسير فى بيته بالأزبكية، وجمع فيه علماء العصر، فأذعنوا له بالفضل، حج مرارا، وكان صاحب أخلاق حسنة، وفيه سخاء وتلطف، وقد مدح بالأشعار الرائقة، من شعراء كل ناحية، وترجمه صاحبنا الفاضل فتح الله فى مجموعه فقال:
هو شهاب الأئمة، وفاضل هذه الأمة، تصدّر للإقراء بالجامع الأزهر، فأشرق فيه نوره وأزهر، وكانت له اليد الطولى فى التفسير، وإليه النهاية فى علوم الطريق، مع كرم يخجل المزن الهاطل، وشيم يتحلى بها جيد الزمان العاطل، وجاه وتمكين، ومكان عند الناس مكين ومن مؤلفاته كتاب جعله على أسلوب لوعة الشاكى، ودمعة الباكى، سمّاه روضة المشتاق وبهجة العشاق، وله شعر يدل على علو محله، وإبلاغه هدى القول إلى محله، وله غير ذلك، وكانت وفاته سنة ١٠٤٨ هـ. كذا فى الخلاصة.
[السيد مصطفى البكرى صاحب ورد سحر]
السيد مصطفى البكرى الحنفى، صاحب ورد سحر، هو صاحب الكشف، والواحد المعدود بألف، كان مغترفا من بحر الولاية، مقدما إلى غاية الفضل والنهاية، صاحب