هذا المسجد بمصر القديمة على بابه الذى على الشارع لوح رخام منقوش فيه:
أصل هذا المسجد زاوية للشيخ بدر الدين الخروبى، ثم بعد الخراب والاندراس جددها وجعلها جامعا بخطبة العبد الفقير قيونجى أحمد كتخدا عزبان وسألناكم الفاتحة سنة خمس عشرة ومائة وألف. وله باب آخر من حارة القبوة وبأسفله قبوة معقودة بالحجر يمر الناس من تحتها، وله منارة على دائرها آيات قرآنية وله مطهرة وبئر.
وهذا الجامع هو المعروف قديما بالمدرسة الخروبية وقد ذكرناها فى المدارس وقد وقف الأمير أحمد كتخدا المذكور جملة أوقاف على هذا المسجد وغيره من جهات خيرية.
[مطلب صورة وقفية الأمير أحمد كتخدا]
ففى حجة وقفيته المؤرخة بسنة إحدى وعشرين ومائة وألف: أنه وقف عدة أماكن ببولاق ومصر القديمة والقاهرة ومدينة بلبيس، وأطيانا بجزيرة الفيل وبجهة الأشمونين من الصعيد، وغير ذلك من نقود عثامنة وعلوفات وجعل ذلك على ذريته وعتقائه ومن بعدهم على زاوية الشيخ سليمان الخضيرى بعد تأدية الأموال والأحكار ولوازم العمارة، وبعد أن يصرف فى كل سنة خمسة وعشرون ألف نصف ومائتا نصف وسبعة وثمانون نصفا من الفضة العددية، ومن القمح كل سنة أربعة/وأربعون أردبا يصرف ذلك فى هذه الجهات المبينة: خمسة عشر فقيها قراء يعطون كل شهر مائتين وخمسة وعشرين نصفا، وتسعة فقهاء يقرءون سورة «يس» يعطون فى الشهر مائة وأربعة وأربعين نصفا، وللحوض والريحان وتسبيل الماء بالحرم الشريف وقراءة القرآن بالحجرة الشريفة ألف وخمسمائة نصف، وللجامع الخروبى بمصر القديمة ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثلاثون نصفا فضة تصرف للعمارة، والإمام والخطيب والمرقى والملاء والمؤذن وثمن الزيت والفرش، ولخادم الربعة الشريفة وتوسعة رمضان وثمن حصر وقناديل وسلاسل وحبال وشمع اسكندرانى.
ويصرف فى مولد الدمرداش المحمدى ثلاثة آلاف فضة وعشرون أردبا من القمح.
ويصرف لملء الصهريج الذى بمقام سيدى على زين العابدين ﵁ من الماء العذب ألف وثلثمائة وخمسون نصفا ولغسله وتبخيره مائة نصف، وللمزملاتى فى السبيل سبعمائة وعشرون نصفا وستة أرادب من القمح سنويا.