للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبحانك من وجه ما أنت لا من وجه ما أنا، سبحانك من وجه الوجه المنزه عن وسم الأسماء والكنى، سبحانك فى الحيث الذى لا يلتحق به البقاء ولا الفنا أحاشيك عن العلم والقول، وأنزهك عن القوة والحول وأشاكل لا فى المنة والطول، وأمد لك يد التأييد لا يد الوسيلة، وأسألك بسبح التفضل لا فضل الفضيلة، وأعوذ بك من تحليل التحويل ومحاولات الحيلة.

اللهم أرنى وجهك لا من حيث كل شئ هالك، واسلك بى لا سبيل المهالك والهالك.

اللهم إنى أسألك بذات عدمك وبذات وجودك، وبالذات المجردة وبالذات المتصفة بذات التكوين والتلوين، وبالذات الفاعلة وبالذات المنفعلة.

اللهم اجعلنى عينا لذات الذوات ومشرقا لأنوارها المشرقات/ومستودعا لأسرارها المكتتمة فى غيوبها المبهمات.

اللهم إنى أنزهك لا لتنزيه الحس لك عن أوصاف الجسم والنفس عن شهوات الطبع والعقل وأخلاق النفس والقلب، وأنزهك عن كل ذلك ونده ومثله وخلافه وغيره تنزيها معجوزا عن تصوره وتوهمه، انتهى.

وساق الشعرانى جملة من كلامه الذى لا تسعه العقول ثم قال: وقد ذكرنا مناقبه فى كتاب مستقل ، وفى كتاب مناهل الصفا باتصال نسب السادات بالمصطفى تأليف الشيخ على أبى جابر الإيتائى وهو رسالة ذكر فيها نسب السادات الوفائية:

أن سيدى محمدا هو ابن محمد النجم السكندرى يقال أنه مغربى الأصل وأن أصلهم من صفاقس - بفتح الصاد والفاء وضم القاف آخره سين مهملة - بلد بافريقية على البحر شربهم من الآبار قاله فى القاموس. وفى المعجم: أنها شرقى المهدية وبها بساتين كثيرة وكانت ولادته بالاسكندرية سنة اثنتين وسبعمائة وفى ديباجة شرح الفتح للتاج الوسيمى أن كنيته: أبو الفضل وفا. وفى بعض المجاميع: أنه أبو التدانى. أخذ الطريق عن داود ابن باخلا وياقوت العرشى، انتهى.

[ترجمة سيدى على وفا]

وترجم الشعرانى ابنه الأستاذ سيدى على وفا أيضا، وساق جملة كبيرة من مناقبه وكلامه فقال: كان سيدى على وفا ابن سيدى محمد وفا فى غاية الظرف والجمال لم ير فى مصر أجمل منه وجها ولا ثيابا، وله نظم شائع وموشحات ظريفة سبك فيها أسرار أهل الطريق، وله عدة مؤلفات شريفة وأعطى لسان الفرق والتفصيل زيادة على الجمع وقليل من الأولياء من أعطى ذلك.