للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ساعة، وفى شرقى مطرطارس مع ميل إلى الشمال بنحو ساعة، وغربى سيلة أيضا، وهى بلدة مجردة عن النخيل والأشجار، ولها شهرة بنسج ثياب الصوف الجيدة كعدة قرى من بلاد الفيوم مثل شكيبة الواقعة فى آخر بلاد الفيوم من الجهة الغربية، وقنبشة التى هى فى جنوب المدينة بنحو ساعتين، وقلمشاه، ومثل هذه القرية قرية بوقرقاص من بلاد المنية، بل صنعتها فى ذلك أدق؛ فإنه ينسج فيها الغزل الرفيع جدا المتخذ من الصوف الناعم، ويجعل قمصانا بدل القطن والكتان، وله شبه بالقماش المعروف بالفانيليا.

[(سرمون)]

مدينة قديمة كانت فى الصحراء فى الوجه البحرى، بين مدينة صان ومدينة الطينة، وقال كترمير أنه كان يقال لها سريون، وقد محيت الآن آثارها والظاهر أنها كانت جليلة الشأن فى عصر اليونان، ولعلها هى المدينة التى سماها أصطوفان مدينة ستروم، وأخبر أنها كانت قاعدة إقليم يسمى الإقليم السترومى، وهى التى سماها بطليموس بمدينة هيراقل يوبوليس أو هرقلينة بيرو، وقال إنها فى الجهة الشرقية من فرع النيل المنسوب لبو بسطة أو بيلوذه؛ أى الطينة.

والظاهر أن كلمة ستروم محرفة عن كلمة سرمون أو سريون، خلافا لبعض الفرنج الزاعم أن ستروم، أو هيراقل يوبوليس مدينة أخرى على شاطئ بركة تنيس، إذ كلام بطليموس المصرى فى بيان موضعها مقدم؛ لأن صاحب الدار أدرى بما فيها؛ فلا تغلطه فى جغرافية بلاده.

وأما ما نقله استرابون عن الجغرافى أرتيميدور؛ أن إقليم ستروم من جملة الأقاليم العشرة التى كانت فى داخل دلتا (جزيرة الغربية والمنوفية) -فيمكن أن الخلاف بينه وبين كلام بطليموس ظاهرى لا حقيقى؛ لأنه لا مانع من أن الأقاليم المذكورة كانت على الشاطئ الغربى من النيل، وقاعدتها كانت على الشاطئ المقابل لها، بل لا مانع من أن تكون النسخة المنسوبة لا سترابون