للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ محسن البرلسى]

ومن البرلس أيضا الشيخ محسن البرلسى ، قال الشعرانى فى الطبقات (١):

كان من أصحاب الكشف التام، ووقع منى مرة سوء أدب فأرسل أعلمنى به، وهو فى الرميلة، وذلك أن الأمير جانم كان مطلوبا فى إسلامبول، فكتبت له كتابا إلى أصحاب النوبة بنواحى العجم والروم بالوصية عليه، وطواه ووضعه فى رأسه وخرج، فأرسل لى الشيخ فى الحال يقول: الناس فى عينيك كالقش، ما بقى أحد فى البلدة له شوارب إلا أنت، تكاتب أصحاب النوبة من غير إذن من أصحاب البلد، فاستغفرت فى نفسى فأرسل يقول لى: إذا سألك أحد فى شئ يتعلق بالولاة بمصر فشاور بقلبك أصحاب النوبة بها، إعطاء لحقهم من الأدب معهم ثم افعل بعد ذلك ما تريد لا حرج، لأنهم لا يحبون من يقل أدبه معهم.

مات فى سنة نيف وأربعين وتسعمائة، ودفن بالقرب من الإمام الشافعى فى تربة البارزى .

[ترجمة الشيخ عبد الجواد البرلسى]

وفى خلاصة الأثر (٢) أن منها عبد الجواد بن نور الدين البرلسى المصرى، خطيب الجامع الأزهر، الإمام الجليل الذى فضله أعظم من أن يذكر، أخذ عن والده، تخرج وبرع وتفنن فى علوم كثيرة، وانتفع به جمع، وكان له وجاهة ونباهة ونظم الشعر الفائق، واشتغل برهة بعلوم الرقائق، ومن لطيف شعره قوله فى رحالة:


(١) الطبقات الكبرى للشعرانى، المرجع السابق، الجزء الثانى ص ١٢٩.
(٢) خلاصة الأثر، المرجع السابق. ج ٢، ص ٣٠٥