قبالة المجنونة بالقرب من بستان أبى اليمن، ثم عرف أخيرا ببستان بهادر رأس نوبة، ومساحته خمسة عشر فدانا، فاشتراه الأمير قوصون، وقلع غروسه، وأذن للناس فى البناء عليه، فحكروه وبنوا فيه الآدر وغيرها، وعرف بحكر قوصون. (انتهى).
[[قنطرة المجنونة]]
(قلت): ولفظة المجنونة المتقدم ذكرها فى هذه العبارة اسم لقنطرة تكلم عليها المقريزى فى ضمن الكلام على بركة الفيل حيث قال: ويعبر ماء النيل إلى هذه البركة أيضا من الخليج الكبير من تحت قنطرة تعرف قديما وحديثا بالمجنونة، وهى الآن لا تشبه القناطر وكأنها سرب يعبر منه الماء، وفوقه بقية عقد من ناحية الخليج كان قد عقده الأمير الطيبرس، وبنى فوقه منتزها، فقال فيه علم الدين بن الصاحب:
ولقد عجبت من الطبرس وصحبه … وعقولهم بعقوده مفتونة
عقدوا عقودا لا تصح لأنهم … عقدوا لمجنون على مجنونة
وكان الطيبرس هذا يعتريه الجنون، واتفق أن هذا العقد لم يصح وهدم، وآثاره باقية إلى اليوم. (انتهى).
(قلت): وهذه القنطرة باقية إلى وقتنا هذا قبالة منزل حسين باشا وكيل ديوان الأوقاف يصل منها الماء أيام النيل إلى منزله وجنينته، ويصل منها أيضا إلى البجمون الباقى من بركة الفيل إلى الآن، وبهذا البجمون فروع كثيرة توصل الماء إلى جهات شتى مثل: جنينة إسماعيل باشا عاصم، ومنزل أحمد أفندى جوهر، ومنزل الأمير رياض باشا، ومنزل على بيك السويسى، وإبراهيم أفندى جركس، وغير ذلك من المنازل.
ويؤخذ مما تقدم عن المقريزى أن بستان المخاريق الصغرى محله الآن كتلة الحارات والبيوت التى بشاطئ الخليج الغربى المقابل لمنزل الأمير حسين باشا المذكور، وكان بستان المخاريق الكبرى بحذائه ممتدا إلى قناطر السباع، فيكون حكر قوصون محدودا من بحرى بشارع قنطرة عمر شاه وحارة العراقى، ومن قبلى وغربى بشارع الناصرية، ومن قبلى وشرقى بالخليج