فأحدث حوادث كثيرة واشتد ظلمه وكان النساء قد أسرفن فى عمل القمصان والبغالطيق فأمر بقطع أكمامهنّ وأخرق بهنّ.
ثم فى سنة إحدى وخمسين قبض عليه وقيد ووقعت الحوطة على حواصله فوجدت له زرد خاناه حمل خمسين جملا وصندوق فيه جوهر، ثم حمل إلى الاسكندرية واستمر مسجونا إلى أن خلع الملك الناصر حسن وأقيم بدله أخوه الملك الصالح صالح، فأمر بالإفراج عنه، ثم غضب عليه فاختفى مدة ثم قبض عليه وسجن بالاسكندرية، فلما خلع الملك الصالح وأعيد السلطان حسن أنعم عليه بنيابة طرابلس ثم جعل نائب حلب ثم فر منها، ثم قبض عليه بدمشق فحمل إلى مصر وعليه بشت صوف علىّ وعلى رأسه مئزر صوف فرضى عنه السلطان وأعطاه أمرة طبلخاناه ببلاد الشام.
وفى سلطنة الملك الأشرف شعبان ولاه نيابة السلطنة بدمشق سنة تسع وستين، ثم ولاه نيابة مصر سنة خمس وسبعين وجعل تدبير المملكة إليه واستمر على ذلك إلى أن مات حتف أنفه سنة ست وسبعين وسبعمائة ودفن بتربته المجاورة لجامعه.
وله سوى الجامع من الآثار خان منجك بالقاهرة ودار منجك برأس سويقة العزى بقرب مدرسة السلطان حسن، وله عدة آثار بالبلاد الشامية، انتهى باختصار.
وابن اياس سمى هذا الجامع خانقاه حيث قال: وكانت وفاة الأتابكى منجك اليوسفى فى يوم الخميس تاسع عشر ذى الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة، ودفن فى الخانقاه التى أنشأها فى رأس الصوة تجاه الطبلخاناه السلطانية، وله من العمر نحو سبعين سنة اه.
وهذا الجامع إلى الآن عامر مقام الشعائر من طرف الأوقاف العمومية وبه قبر منشئه مكتوب عليه بعد آية الكرسى: هذا قبر المعز الأشرف العالى المولوى السيفى منجك كافل المملكة الشريفة الإسلامية. توفى يوم الخميس بعد العصر تاسع عشر ذى الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة، ودفن بكرة يوم الجمعة العشرين من دى الحجة، غفر الله له ولمن يترحم عليه.
[جامع منشأة المهرانى]
هو فى بقعة كانت تعرف بالكوم الأحمر مرصدة لعمل أقمنة الطوب الآجرية فيما بين بستان الحلى وبحر النيل عمره السلطان الملك الظاهر بيبرس سنة إحدى وسبعين