تسع وثمانمائة انتهى. وليس لمسجد الحلبيين اليوم أثر ولعله أدخل منه جانب فى المدرسة السيوفية لما بنيت جامعا.
وفى هذا الجامع ضريح يزار يقال له: الشيخ مطهر عرف الجامع به ولو ثبت دخول شئ فى هذا الجامع لاحتمل أن هذا هو ضريح الشيخ عز الدين بن أبى العز.
ولما بناه الأمير عبد الرحمن كتخدا اعتنى به اعتناء زائدا ورتب له ما تقام به شعائره الإسلامية، وجعل فيه مدرسين وطلبة وقراء وعين له جانبا عظيما من ربع أوقافه الجمة وعين لكل وظيفة شيئا. ففى كتاب وقفيته: أنه يصرف فى معاليم الخدمة من فراشين ووقادين ومؤذنين وبوابين ونحو ذلك كل سنة ثمانية آلاف ومائتان وثمانون نصفا فضة، وفى معاليم المدرسين والطلبة وقراء الربعة والدلائل، والداعى وهو الشيخ ستة وعشرون ألفا ومائتان وثمانون نصفا، وفى لوازم المزملة والصهريج اللذين بجواره سبعة آلاف وثلثمائة وخمسة عشر نصفا، وفى لوازم المكتب الذى فوق الصهريج عشرة آلاف وخمسمائة وستون نصفا فضة.
ومن المبايعات والإخراجات لذلك المسجد اثنا عشر ألفا وثلثمائة وخمسة وستون نصفا فضة سنويا، وثمن أربعة من فحول الجاموس تذبح فى عيد الأضحى وتفرق على أهل المسجد والفقراء، وماء عذب سبعة آلاف وتسعمائة وستون نصفا فضة اه.
ثم ان هذا الجامع كان متسعا فأخذ منه فى فتح السكة الجديدة جانب وعمر ما بقى منه، ولم يزل مقام الشعائر والجمعة والجماعة إلى اليوم، وفيه درس فى فقه الإمام مالك كل أسبوع مرة موظف فيه شيخ رواق الصعائدة بالأزهر بمرتب من وقف هذا الأمير.
[ترجمة عبد الرحمن كتخدا وعمائره]
وهو كما فى تاريخ الجبرتى: الأمير الكبير والمقدام الشهير عبد الرحمن كتخدا ابن حسن جاويش القازدغلى أستاذ سليمان جاويش أستاذ إبراهيم كتخدا مولى جميع الأمراء المصرية.
ومبدأ إقبال الدنيا عليه أنه لما مات عثمان كتخدا القازدغلى واستولى سليمان جاويش الجوخدار على/موجودة، ولم يعط المترجم الذى هو ابن سيد أستاذه شيئا، ولم يجد من يساعده فى إيصال حقه إليه من طائفة باب الينكجرية حنق منه وخرج من بابهم وانتقل إلى وجاق العزب، وحلف أنه لا يرجع إلى وجاق الينكجرية ما دام سليمان جاويش الجوخدار حيا وبرّ فى قسمه. فإنه لما مات سليمان جاويش ببركة الحاج سنه