شارعا يسكنه الصوّاغ والحكّاكون والصيارف ومركبو الأحجار الجوهرية المعروفون عند العامة بالمركبتية، وأكثر ما يسكنه اليهود، وشهرته اليوم بشارع المقاصيص، ومن ضمنه أيضا رحبة بيبرس المتقدم ذكرها. قال المقريزى عند الكلام على الرحاب: إن هذه الرحبة بخط حارة العدوية عند باب سر الصاغة عرفت بالأمير بيبرس الحاجب، لأن داره بها، ذكرها المقريزى فى الدور فقال: هذه الدار بخط حارة العدوية، وهى الآن (يعنى فى وقته) من خط باب سر المارستان عرفت بالأمير بيبرس الحاجب صاحب غيط الحاجب فيما بين جسر بركة الرطلى والجرف، وهو من أمراء الناصر محمد بن قلاوون تنقّل فى عدة وظائف جليلة، ومات فى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، وهذه الدار باقية إلى الآن على أصلها تجاه من يسلك من ناحية باب سر المارستان المنصورى طالبا سوق الصيارفة أو المقاصيص، لأنها فاصلة بين السوقين، فالخارج منها يصير بين ثلاث مسالك: واحد عن يمينه يتوصل منه إلى المقاصيص والخردجية، والثانى عن يساره يسلك منه إلى ما بين دكاكين الصيارف وإلى حارة اليهود، والثالث أمامه يسلك منه إلى المارستان المنصورى. ويوجد بهذه الدار إلى اليوم مقعد عظيم جدا، وقاعة أرضية كبيرة ذات إيوانين بينهما درقاعة، ولها مدخل كبير، وسقفها مرتفع إلى الغاية، ويوجد بها أيضا جملة مداخل ومخازن، وهى متشعثة متخربة يسكنها من يسبك النحاس من صنّاع الأهوان والحنفيات وصنج الموازين وغير ذلك. وقد وجد على بعض حيطانها اسم بيبرس الحاجب. ويقال إن دار الشيخ الجوهرى التى بدرب شمس الدولة أصلها من حقوق هذه الدار لأنها محيطة بمعظم أطرافها، وبعضهم يقول: إن دار الشيخ الجوهرى أصلها دار عباس التى قتل فيها الخليفة الظافر، واشتهرت مدة فى زمننا هذا دار بيبرس المذكورة بدار المراجينى، وهو إسرائيلى سكنها مدة طويلة، ثم لما دخلت فى وقف الملا عرفت بدار الملا، فهى إلى الآن تعرف بدار الملا.
وعن يسار المار بأوّل الشارع الجوهرجية المذكور طالبا الأشرفية حارة الصالحية، وهى كبيرة يتوصل منها لعطفة الأفندى، وبها جامع قديم يعرف بجامع محمد بدر الدين العجمى، وهو غير مقام الشعائر لتخرّبه، وفى نظارة الأوقاف.
[مطلب شارع خان الخليلى]
ثم شارع خان الخليلى طوله مائتا متر، وبه عدة عطف يسلك منها لشارع السكة الجديدة ولشارع سيدنا الحسين، وعدة زوايا ووكائل.
فمن الزوايا زاوية معروفة بزاوية الغورى، وهى صغيرة متخربة، والآن قد شرع فى عمارتها من جهة الأوقاف.
ومنها زاوية بوسط خان النحاس تعرف أيضا بزاوية الغورى شعائرها مقامة بنظر الأوقاف.