قال ابن عبد الظاهر: رأيت فى بعض كتب الأملاك القديمة ما يدل على أنها قريبة من القصر النافعى، وكذا ذكر لى السيد الشريف الحلبى أنها دار ابن آزرمى المجاورة لدار سكنى الآن خلف فندق مسرور الكبير، وكذلك قال لى والدى ﵀، وقد بناها جمال الدين الأستادار الحلبى دارا عظيمة غرم عليها مائة ألف وأكثر من ذلك. وموضع دار العلم هذه دار كبيرة ذات زلاقة بجوار درب ابن عبد الظاهر قريبا من خان الخليلى بخط الزراكشة العتيق.
قلت: قد بيّنا فى محله من هذا الكتاب أن خزانة الورق هى خان مسرور، ومن حقوقها وكالة رخا الكائنة فى تقاطع شارع السكة الجديدة بشارع الخردجية فيكون على يسار السالك من شارع الخردجية فى شارع السكة الجديدة إلى سيدنا الحسين. فدار العلم الجديدة محلها الآن بعض المنازل الكائنة خلف هذه الوكالة، وبعضها دخل فى مبانى خان الخليلى، وبعضها على الشارع، وكثير منها زال بفتح شارع السكة الجديدة.
[مطلب الكلام على الأسواق القديمة التى كانت بهذا الشارع]
ودرب ابن عبد الظاهر إن لم يكن الزقاق الموجود على يسار السالك إلى سيدنا الحسين بعد أن يترك عطفة المدق الكائنة على يمينه، فهو لا يبعد عنه بكثير. وفى الكلام على قصور الخلفاء تكلمنا على القصر النافعى، وبينا أنه كان يمتد إلى خلف وكالة المخلل من شارع الصنادقية، والوكالة المذكورة هى خان منكورش الذى ذكره المقريزى فقال: إنه بخط سوق الخيميين بالقرب من الجامع الأزهر. وسوق الخيميين كان يعقب سوق الخراطين الذى ذكره المقريزى فى الأسواق.
قلت: وأول هذا السوق الشارع وآخره عند وكالة الصنادقية وبعده كان سوق الخيميين.
[مطلب شارع التنباكشية]
ثم بعد الجامع الأقمر بجوار سبيل بين القصرين شارع التونباكشية وطوله مائة وأربعة وثلاثون مترا، ويتصل بشارع وكالة التفاح أيضا وكان يعرف قديما بسوق القصاصين والحصريين.
قال المقريزى: ويباع فيه الآن النعال، وبه حوض فى ظهر الجامع الأقمر لشرب الدواب تسميه العامة حوض النبى، ويقابله مسجد يعرف بمراكع موسى.
وفى وقتنا هذا مسجد مراكع موسى موجود، ويعرف بزاوية معبد موسى، وهو من مساجد الخلفاء الفاطميين.