للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالحرمين الكثير، وارتحل إلى حلب وزار فى رحلته القدس والخليل، وسافر إلى الإسكندرية، وانتفع به الكثير من الطلبة سيما الغرباء، فإنه صار لكثرة ممارسته للسماع صاحب عرفان بالشيوخ وما لهم من المسموع غالبا، وضبط الكثير من ألفاظ الحديث والرواة، وصار ذا استحضار لفوائد متينة ومسائل متنوعة وإلمام بوزن الشعر، كل هذا مع انطباعه فى الكياسة وحسن المعاشرة وتعففه، واجتمع عنده من الكتب والأجزاء ما يفوق الوصف، وصار مرجعا فى الكتب وتحصيلها لمن يروم ذلك وانفرد بأخرة بمعرفتها، وتوصل به غير واحد لتحصيل مآربه منها بيعا وشراء، ومن محاسن شيوخه البدر حسين البوصيرى والزين الزركشى والجمال عبد الله بن جماعة وأخته سارة وعائشة الحنبلية وقريبتها فاطمة والشرف يونس الواحى، وأجاز له خلق فى ذى الحجة سنة سبع وثلاثين فما بعدها، منهم عبد الرحمن ابن الشهاب الأذرعى والبرهان الحلبى وعائشة ابنة الشرائحى وزينب ابنة اليافعى وغير ما ذكر.

وبالجملة فهو من نوادر الوقت، ولم يزل على طريقته إلى أن ابتدأ به الضعف فى أواخر ذى الحجة سنة تسعين، واستمر فى تزايد وتحول إلى عدة أمكنة، ولا طفه غير واحد من الأطباء إلى أن تخلى ومات فى سحر يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثمانمائة، ببيت بالقرب من السابقية داخل القصر، وصلى عليه من الغد ثم دفن بحوش سعيد السعداء بالقرب من قبر البدر البغدادى، رحم الله الجميع، انتهى باختصار.

[(سنبو)]

هى بلد من قسم منفلوط بمديرية أسيوط غربى الترعة الإبراهمية بنحو نصف ميل، يتوصل إليها من جسر فزارة المبتدا من الإبراهيمية، وبينها وبين النيل نحو ساعة، وهى واقعة فوق تلول قديمة فى بحرى القوصية وقبلى دروط الشريف بنحو ساعة ونصف، وقبلى ببلاو بنحو ثلاثة أميال ونصف، وبين هاتين القريتين كنيسة أقباط تعرف بدير العجائبى، وهى إلى سنبو أقرب، وأكثر عبادها من أهل سنبو، وهى كنيسة كبيرة وسط المزارع عليها سور يحفظها من الماء فى زمن الفيضان، مشيدة البناء يقصدها النصارى فى أعيادهم ومواسمهم.