السلطان من السفر، فسخط منكوتمر وبعث إليه يلزمه بالسفر وكان الملك المنصور لاجين منقادا لمنكوتمر لا يخالفه فى شئ فتواعد طغجى مع أخيه كرجى وجماعة من المماليك وقتلوا لاجين وقتل منكوتمر أيضا فى تلك الليلة، وعزم على أنه يتسلطن ويقيم كرجى فى نيابة السلطنة، فلم يتم له ذلك وقتل هو وأخوه كرجى وحمل فى مزبلة من مزابل الحمامات على حمار إلى مدرسته هذه فدفن بها وقبره هناك إلى اليوم، وكان قتله فى يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وستمائة بعد خمسة أيام من قتل لاجين ومنكوتمر. اه باختصار.
[زاوية عبد الله بن أبى جمرة]
هذه الزاوية بخط جامع المقس المعروف بجامع أولاد عنان خارج باب البحر كانت للشيخ عبد الله بن أبى جمرة الأندلسى المرسى كما فى طبقات الشعرانى.
قال: وكان قدوة ربانيا ذا تمسك بآثار النبى ﷺ وجمعية على العبادة وشهرة كبيرة بالإخلاص والاستعداد للموت والفرار من الناس إلا فى الجمع.
مات سنة خمس وسبعين وستمائة ولهم ابن أبى جمرة آخر اسمه أحمد حفظ مدونة الإمام مالك رضى الله/عنه. ومات سنة تسع وتسعين وخمسمائة وابن أبى جمرة ثالث اسمه محمد. كان كبير الشأن مقبوض الظاهر معمور الباطن معظما للشرع قائما بشرائعه وشعائره، ولما مات دفن بالقرافة بمصر وقبره ظاهر يزار، وله كلام عال فى مقام النبوة والولاية والعلم؛ فمن كلامه ﵁: «لو قدرت أن أقتل من يقول لا موجود إلا الله. لفعلت؛ فما يقول فى بوله وغائطه وعجزه عن دفع الآلام عن نفسه؟ وشرط الإله: أن يكون قادرا فكيف يقول: أنا عين الحق هذا من أضل الضلال. وكان يقول: لو تدبّر الفقيه فى قراءته لاحترق بأنوار القرآن وهام على وجهه وترك الطعام والشراب والنوم وغير ذلك، وكان إذا رأى فدان القصب مثلا يقول: يجيئ منه كذا قنطارا عسلا وكذا قنطارا سكرا فيجيئ كما قال: وطلب السلطان: أن يبنى له رباطا فأخذ بيده وأدخله جامع طولون، وقال: هذا الجامع لى أجلس فى أى مكان شئت منه. وكان يقول: ثلاثة لا يفلحون ابن الشيخ وزوجته