بالنون بعد الياء التحتية، أوله من شارع درب الجماميز، ويقطعه الخليج المصرى وآخره بجوار الشيخ صالح من الجهة القبلية، وطوله ثلثمائة وثمانون مترا، ويعرف أيضا بشارع الحنفى.
وبه من جهة اليمين حارة وثلاث عطف وهى:
حارة سوق مسكة يسلك منها لحارة النصارى، وبداخلها الجامع المعروف بجامع الست مسكة، بالقرب من جامع الشيخ صالح أبى حديد، أنشأته سنة ست وأربعين وسبعمائة، وأقيمت فيه الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، وبداخله قبر الست مسكة جارية الملك الناصر محمد بن قلاوون، عليه مقصورة من الخشب، وبوسط صحنه بئر ومطهرته ومنافعه بخارجه، واستمر مدة متخرّبا، ثم جدده ديوان الأوقاف، وهو مقام الشعائر إلى الآن.
ولما عمرت الست مسكة هذا الجامع فى الحكر المعروف بها بسويقة السباعين بقرب حكر الست حدق بنى الناس حوله حتى صار متصلا بالعمارة من سائر جوانبه، وسكنه الأمراء والأعيان، وأنشأوا به الحمامات والأسواق وغير ذلك كما فى المقريزى.
وأما حكر الست حدق فقال المقريزى: إنه يعرف اليوم بالمريس، وكان بساتين من بعضها بستان الخشاب، فعرف بالست حدق، من أجل أنها أنشأت هناك جامعا كان موضعه منظرة السكرة فبنى الناس حوله، وأكثر من كان يسكن هناك السودان، وبه يتخذ المزر ومأوى أهل الفواحش والقاذورات، وصار به عدة مساكن وسوق كبير، يحتاج محتسب