قال المقريزى فى خططه: هذه المدينة كانت فى غربى النيل، على مسافة اثنى عشر ميلا من مدينة فسطاط مصر.
وهى أول مدينة عمرت بأرض مصر بعد الطوفان، وصارت دار المملكة بعد مدينة أمسوس التى تقدم ذكرها إلى أن أخربها بختنصر. وقد ذكرها الله تعالى فى كتابه العزيز بقوله تعالى ﴿وَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها﴾ (١)
نقل الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى فى كتاب «جامع البيان فى تفسير القرآن» عن السدى أنه قال: كان موسى ﵇ حين كبر يركب كما يركب فرعون، ويلبس مثل ما يلبس، وكان إنما يدعى ابن فرعون، ثم إن فرعون ركب مركبا وليس عنده موسى، فلما جاء موسى ﵇ قيل له: إن فرعون قد ركب، فركب فى أثره، فأدركه المقيل فى أرض يقال لها منف، فدخلها نصف النهار، وقد تغلقت أسواقها، وليس فى طرقها أحد، وهى التى يقول الله جل ذكره: ﴿وَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها﴾ (١).
وقال ابن عبد الحكم عن عبد الله بن لهيعة: أول من سكن بمصر بعد أن أغرق الله قوم نوح ﵇ بيصر بن حام بن نوح، فسكن منف، وهى أول مدينة عمرت بعد الطوفان. وكان أولاده ثلاثين نفسا؛ وبذلك سميت مافة. ومافة بلسان القبط ثلاثون.