وعيلت بلدة عامرة، يسكنها نحو خمسمائة نفس، وهى فى واد متسع مشحون بالأشجار. وعلى مسافة ساعة من البلد توجد عين ماء، يقال لها المياه الحارة، يتداوى بها من العلل، وعندها محل إقامة حكيم تابع لرهبان الحبشة.
ومن عيلت إلى سبرجمة، وهى محطة فى الحدّ بيننا وبين الحبشة من جهة الحماسين على مسافة نصف ساعة من عيلت، فى طريق سهلة المرور جدا، وكان بهذه/المحطة وأبو لنشر الأخشاب، التى يمكن تحصيلها من هناك، جدّده مسنجر باشا زمن حكمداريته على شرق السودان.
ومن هذه المحطة يصعد إلى العقبة، المسماة عقبة جندع، وهى صعبة المرتقى، يبلغ ارتفاعها نحو خمسمائة متر، ويستغرق رقيها نحو ثلاث ساعات وارتفاعها عن أرض مصوع نحو ألف متر. ومن عقبة جندع إلى بلدة جندع نحو نصف ساعة. ومنها إلى أسمرة نحو ثلاث ساعات فى طريق سهلة، لكن لا يجد المسافر بها الماء إلا عند أسمرة. وأسمرة عقبة صعبة الصعود أيضا، يسار فيها نحو ساعتين ونصف.
وبعد انتهاء الاستكشاف، وعمل الرسومات والميزانيات عدت بمن معى إلى مصوع. وفى أوائل شهر فبراير سنة ١٨٧٧ افرنجية، وذلك يوافق شهر صفر الخير سنة ١٢٩٤ هجرية، عدنا إلى مصر المحروسة. وكان نزولى بالوابور المسمى سمنود مع طائفة من التجريدة، وكان سير ذلك الوابور لا يزيد عن ستة أميال فى الساعة الواحدة، فوصلنا إلى فرضة السويس فى ثمانية أيام، ومن السويس إلى القاهرة فى وابور البر، فى قطر عين لحضور العساكر الآتية من هناك. ا. هـ.
[[ترجمة محمد بيك بدر]]
وممن نشأ من أهل زاوية البقلى أيضا، حضرة محمد بيك بدر، حكيم دائرة نجل الخديوى السابق حسن باشا، وخوجة بقصر العينى، أخبر عن نفسه:
أنه من عائلة القفيعية، وكان أهله فقراء، وأنه دخل أولا مكتب بلده، ولما بلغ سبع سنين أدخله أخوه مدرسة قصر العينى، ففرح بذلك لأنه كان يرغب التعلم من