وفى حسن المحاضرة أنه كان من أعلم خلق الله كله برأى مالك. قال ابن يونس: كان متضلعا بالفقه والنظر وله تصانيف حسان. ولد بعد الخمسين ومائة ومات سنة خمس وعشرين انتهى.
وقال النابلسى فى رحلته: جئنا إلى مدافن السادة المالكية فوجدنا رجلا يتكلم فى علوم الصوفية فسمعنا منه، ثم زرنا قبر الإمام ابن القاسم، ثم الإمام أشهب، ثم الإمام أصبغ، ثم زرنا قبر الإمام أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق شارح البردة للبوصيرى وهو شرح عظيم ذكر فيه بعد اللغة والإعراب والآداب واللطائف الشعرية إشارات السادة الصوفية، ثم زرنا قبر الشيخ أبى زيان بفتح الزاى وتشديد الياء بعدها ألف ونون ابن يوسف الصوفى رحمه الله تعالى، وقبر بنت سحنون المالكى الإمام الجليل المشهور، ثم جئنا إلى قبر يحيى المغربى الشاوى، وولده عيسى وهما فى قبر واحد وكانت وفاة الشيخ يحيى فى سنة ست وتسعين وألف، ولد بمدينة مليانة ونشأ بمدرسة الجزائر وقدم مصر قاصدا الحج، ورجع إلى القاهرة وأخذ عن الشيخ سلطان والشبراملسى والبابلى، ورحل إلى الروم ودخل دمشق، ومات بقرية الطور قاصدا مكة ودفن هناك؛ فأستاذن ولده عيسى من صاحب مصر، ثم نبش عليه ونقله إلى مصر فى هذا المكان، ثم مات ولده فى السنة التى بعدها ودفن مع أبيه انتهى.
[زاوية السادات]
هذه الزاوية فى حارة السادات الوفائية بجوار سراى المرحوم مصطفى باشا أخى الخديو إسماعيل باشا المجعولة اليوم المدرسة الكبرى الملكية عن يمين السالك من رأس الحارة إلى بركة الفيل، لها منارة قصيرة وهى لا تفتح إلاّ يوم الاثنين، وبها ضريح رجل صالح يقال له الزيات يعمل له حضرة كل يوم اثنين.
[زاوية الساكت]
هذه الزاوية بكوم الشيخ سلامة بأعلاها ربع تابع لها، وهى مقامة الشعائر، وبها