وإنما أطلنا الكلام فى القهوة لما فيه من الفائدة وحيث تقدم ذكر الحبشة والجبرت فلا بأس بذكر طرف مما فى الجبرتى مما يتعلق بها فنقول:
قال الجبرتى فى تاريخه: بلاد الجبرت هى بلاد الزيلع بأراضى الحبشة تحت حكم الخطى ملك الحبشة، وهى عدة بلاد معروفة تسكنها هذه الطائفة المسلمون بذلك الأقليم، ويتمذهبون بمذهب الحنفى والشافعى لا غير، وينسبون إلى سيدنا أسلم بن عقيل بن أبى طالب، وكان أميرهم فى عهد النبى ﷺ النجاشى المشهور الذى آمن به ولم يره وصلى عليه النبى ﷺ صلاة الغيبة كما هو مشهور فى كتب الأحاديث.
وهم قوم يغلب عليهم التقشف والصلاح ويأتون من بلادهم بقصد الحج والمجاورة فى طلب العلم، ويحجون مشاة ولهم رواق بالجامع الأزهر بمصر.
وللحافظ المقريزى مؤلف فى أخبار بلادهم وتفصيل أحوالهم ونسبهم. ومنهم القطب الكبير المعتقد الشيخ إسماعيل بن سودكين الجبرتى تلميذ ابن العربى ويسمى، قطب اليمن، والشيخ عبد الله المترجم فى حسن المحاضرة للسيوطى، وهو الذى كان يعتقده الملك الظاهر برقوق، وأوصى أن يدفن تحت قدمه بالصحراء.
ومنهم العارف الشيخ على الجبرتى الذى كان يعتقده السلطان الأشرف قايتباى وارتحل إلى بحيرة إدكو فيما بين رشيد والإسكندرية، وبنى هناك مسجدا عظيما ووقف عليه عدة أماكن