للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفيها تجار مشهورون يتجرون فى جميع بضائع القطر، ومزارعون، وزمام أطيانها نحو أربعة آلاف فدان.

وبالجملة فهى مدينة ذات شهرة عظيمة ولها ذكر فى كتب التواريخ، فمن ذلك ما حكاه كترمير عن كتاب السلوك للمقريزى: أنه كان بالمحلة سنة ثمانين وستمائة نائب عن طرف القاضى شمس الدين الحنبلى أحد قضاة مصر الأربعة وكان ذلك النائب أخا للقاضى تقى الدين شبيب الحرانى، فاتفق أن القاضى شمس الدين عزل ذلك النائب عن النيابة فحنق عليه شبيب وامتلأ غيظا وقدم للسلطان الملك الظاهر بيبرس عريضة يذكر فيها: أن قاضى القضاة الحنبلى تحت يده أموال كثيرة من أمانات تجار بغداد وحران والشام وغيرها، وأكثر أهلها ماتوا واستولى القاضى على أماناتهم، فطلبه السلطان وطالبه بذلك فأنكر، وحلف أن ليس عنده شئ من ذلك وورّى فى يمينه (أى نوى غير ما تلفظ به) فأمر السلطان بالهجوم على داره فوجد عنده كثيرا مما ادعاه شبيب، فأخذت منها الزكاة وردت إلى مستحقيها ما بين وارث وأصيل، وكان ذلك يوم الجمعة ثانى شعبان، واشتد غضب السلطان على القاضى وظفر به شبيب وصار يتكلم فيه حتى نسبه للحشوية، وأنه ييذو على السلطان فى غيبته وأقام بذلك شهودا، فعقد النائب بدر الدين بيك مجلسا وطلب شهود شبيب فأنكروا فعزر الراجعين وأخرق بهم، ثم تفرس فى أمر شبيب ففهم منه التعنت على القاضى وأنه مولع بحب أذاه فأوقع الحوطة أيضا على أمواله.

ثم أن القاضى بقى مسجونا بالقلعة سنين حتى مات ولم يقم بعده قاض حنبلى. وقال النوارى: إن السلطان عفا عنه فى أول شعبان سنة اثنتين وثمانين. انتهى.

[فائدة]

قال كترمير عن كتب اللغة: الإخراق المتعدى بالباء معناه المعاقبة.

يقال: قصد الوزير الأخرق به أى قصد عقابه. وأخرق بجماعة من أماثل الناس أى عاقبهم. ويقال: استخرجوا المال بالضرب والإخراق. انتهى.