وقد دخلت هذا المدفن، وطفت بأطرافه، فوجدته محكم البناء، جميعه بالحجر الآلة، وسمك حيطانه يقرب من مترين ونصف، وقبّته شامخة الارتفاع، وأبوابها ملبّسة بالنحاس على أشكال متنوعة يتكون من مجموعها شكل لطيف. ووجدت هناك بابا بالإيوان ينزل منه إلى حوش سماوى، به عند الضلع القبلى قبر السلطان طومان باى الذى شنقه السلطان سليم بعد استيلائه على مصر وتمهيد أمورها.
ويشاع على ألسنة الناس أنه كان هناك مقعد لجلوس السلطان الغورى به فى بعض الأوقات، ويظهر من هيئة الضلع القبلى للحوش أنه كان فى هذه الجهة، وهو الآن ضمن وكالة واقعة قبلى الحوش المذكور. وأما دار الغورى المملوكة الآن للشيخ عبد القادر الرافعى، فهى واقع? فى شرقى الحوش ملاصقة له. ويتوصل إلى الحوش أيضا من باب بداخل التبليطة فى بناء المدفن، وقال ابن إياس إنه فى سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة ماتت خوندخان تكن الجركسية مستولدة السلطان الغورى، فدفنوها عند أولادها بهذا المدفن، ولم يدخلوا بها من باب زويلة، بل دخلوا بها من خوخة أيد غمش، التى هى الآن باب حارة الروم المجاور لحمّام الدرب الأحمر.
(انتهى ببعض الزيادة).
وهذا الشارع اليوم من أعظم شوارع القاهرة وأبهجها، وهو عامر دائما وبه الخانات والحوانيت والوكائل المشحونة بالبضائع من أنواع الأقمشة وغيرها.
[وكالة يعقوب بيك]
فمن وكائله وكالة يعقوب بيك المتقدم ذكرها، وهى وكالة كبيرة لها بابان؛ أحدهما وهو الكبير بشارع الغورية، والثانى بشارع التربيعة، وبداخلها عدة حوانيت وحواصل معدّة لمبيع الأقمشة والحرير وغير ذلك، وبأعلاها مساكن، ونظارتها تحت يد خورشد أفندى أحد العتقاء. ويقابلها من شارع الغورية خان مصطفى بيك الهجين معدّ لمبيع الشاهى والقطنى ونحوهما.
[وكالة الزيت]
ومنها وكالة الزيت، وهى كبيرة، ولها أربعة أبواب: بابان بشارع الغورية، وآخران من داخل التبليطة. أنشأتها الست نفيسة البيضاء بنت عبد الله معتوقة شويكار قادن فى سنة ست وتسعين ومائة وألف، وهى معدة لمبيع الأقمشة وغيرها وبأعلاها مساكن وبواجهتها حوانيت، وفى نظارة أولاد العتقاء.