وهذا الجامع متسع جدا مرتفع البناء وبه أعمدة كثيرة من الرخام، وبجدرانه ألواح من الرخام بعضها منقوش عليه آيات قرآنية وعلى يمين المنبر لوح رخام منقوش فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، أنشأ هذا الجامع/المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى الراجى عفو ربه ألطنبغا الساقى الملكى الناصرى، وذلك فى شهور سنة أربعين وسبعمائة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبأعلى محرابه قبة منقوشة ومنبره من الخشب الخرط بصنعة بديعة وبصحته حنفية يفصل بينها وبين مقصورة الصلاة تخشيبة تعلوها ألواح من الخشب فيها آيات قرآنية، وله ثلاثة أبواب: أحدها بشارع التبانة وآخر بحارة الماردانى، والثالث بعطفة الطرلوى، ومطهرته مع الساقية منفصلة عنه فى العطفة المذكورة وهو الآن معطل ومحتاج إلى العمارة، وأوقافه تحت نظر ديوان الأوقاف وإيرادها سنويا خمسة آلاف ومائتان وعشرة قروش، منها فى الروزنامجة ألف وسبعمائة وثلاثة وتسعون قرشا، وأجرة أماكن ثلاثة آلاف وثلثمائة وثمانية وأربعون قرشا، وأحكار ثمانية وستون قرشا يصرف من ذلك مرتب البواب مائة وثلاثة وثلاثون قرشا ومرتب الجابى ثمانون قرشا.
[جامع المارستان]
هو فى شارع النحاسين عند جامع الصالح أيوب عن شمال الذاهب من الأشرفية إلى الحسينية ذو بناء متين ورونق حسن متسع مستوفى المنافع قائم الشعائر الإسلامية، وله منارة شاهقة يؤذن عليها أذان سلطانى، وبه منبر وخطبة وصحنه مفروش بالحجر ومقصورته كذلك وفيها حصر السمار والبسط.
وهذا الجامع الذى عناه المقريزى بقوله: المدرسة المنصورية هى من داخل باب المارستان الكبير المنصورى بخط بين القصرين بالقاهرة. أنشأها هى والقبة التى تجاهها والمارستان الملك المنصور قلاوون الألفى الصالحى على يد الأمير علم الدين سنجر الشجاعى ورتب بها دروسا أربعة فى المذاهب الأربعة ودرسا للطب، ورتب بالقبة درسا للحديث ودرسا للتفسير وكان لا يتولى ذلك إلا أجل الفقهاء ثم هى اليوم كما قيل:
تصدر للتدريس كل مهوس … بليد يسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا … ببيت قديم شاع فى كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها … كلاها وحتى سامها كل مفلس