وثمانين، وعوقب حتى مات يوم الاثنين خامس عشر ذى القعدة بقلعة الجبل، وبقى ثمانية أيام بعد قتله مطروحا بحبس القلعة، ثم أخرج ولفّ فى حصير وحمل على جنوبة إلى زاوية الشيخ أبى السعود بالقرافة فغسل وكفن ودفن خارج الزاوية ليلا، وبقى هناك إلى سلطنة العادل كتبغا فأمر بنقل جثته إلى تربته التى أنشأها بمدرسته هذه.
وقد وجد له من الذهب العين ستمائة ألف دينار ومن الفضة سبعة عشر ألف رطل ومائة رطل مصرى، وهى تبلغ مائة واحدى وسبعين قنطارا سوى الأوانى والأسلحة والأقمشة والآلات والخيول والمماليك والبقر والأغنام ونحو ذلك فسبحان من بيده القبض والبسط.
[ترجمة برهان الدين إبراهيم الكركى]
وممن تولى مشيخة هذه المدرسة كما فى تاريخ ابن إياس قاضى الحنفية برهان الدين إبراهيم بن زين الدين عبد الرحمن بن إسماعيل الكركى الحنفى. كان عالما رئيسا من أعيان الحنفية، سمع من الشيخ محيى الدين الكافيجى والشيخ سيف الدين وغيرهما وكان إمام الأشرف قايتباى، ورأى فى أيامه غاية العزّ والعظمة وولى عدة وظائف سنية منها: مشيخة مدرسة أم السلطان التى فى التبانة ومشيخة مدرسة الأشرفية، وولى قاضى القضاة الحنفية مرتين وقاسى محنا وشدائد من الأشرف.
وكان رحمه الله تعالى بشوش الوجه عنده رقة حاشية ولطافة. مات فى شعبان من شهور سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، وسبب موته أنه كان ساكنا على بركة الفيل، فنزل يتوضأ/ على سلم القيطون-وفى رجله قبقاب-فزلقت رجله بالقبقاب فوقع فى البركة، وكانت فى قوة ملئها أيام النيل، فلما وقع ثقلت عليه الثياب فمات من وقته رحمه الله تعالى انتهى
وهذه المدرسة قد تخربت وأخذ منها قطعة فى مطهرة جامع المغربى عند ترميمه من طرف الحاج مصطفى المغربى، ولم يبق منها الآن إلا المحراب وقطعة أرض صغيرة يتوصل إليها من الباب الذى بجوار باب مطهرة الجامع المذكور، كانت بجوار جامع المغربى المعروف قديما بالمدرسة الزمامية.