حسب ما توصف، ويتعاطى منها. وذلك لا يخلو من الضرر، بخلاف ما هو جار الآن، فان العقاقير الذى يأمر بها الحكيم للمريض تستحضر فى بيوت الأدوية بمعرفة أناس درسوا علومها ووقفوا على حقائقها وتدربوا على تحضيرها وأذنهم مجلس الصحة بمباشرة تحضيرها فى محلاته بعد أن امتحنهم فى ذلك.
***
[مطلب الأسبلة بالقاهرة]
ويوجد الآن بمدينة القاهرة مائتا سبيل. والسبيل عادة يتركب من ثلاث طبقات:
الأولى تحت الأرض، وهى الصهريج، وهو إما كبير أو صغير، وتحمل عقوده على أعمدة، ولكل صهريج خرزة من الرخام أو الحجر مثل خرزة البئر.
والطبقة الثانية مع مستوى الأرض، أو فوقه بقليل، وفيها المزملة لتفريق الماء بكيزان من النحاس مربوطة بسلاسل، وللمزملة شباك من النحاس.
والثالثة مكتب لتعليم الأطفال، وكان المنشئون يعتنون ببنائها وزينتها وزخرفتها، ويوقفون عليها الأوقاف الدارة، وقد تكلمنا على بعضها فى كتابنا هذا.
وفى زمن الفرنساوية كان الموجود منها مائتين وخمسة وأربعين سبيلا، منها نحو ستين سبيلا، من أعظم المبانى المتقنة الفخيمة، وبالنسبة للباقى منها الآن يكون عدد ما اندثر منها، فى ظرف تسعين سنة، خمسة وأربعين سبيلا، بسبب الإهمال والترك.
وقبل إحداث تقسيم مياه القاهرة كان لتلك المبانى أهمية عظيمة، خصوصا فى زمن تحاريق النيل. والآن قلّت هذه الأهمية، ومع ذلك لم يزل أكثرها مستعملا، وقدّرت بوجه التقريب ما يمكن خزنه فيها من الماء، فوجدته قريبا من ستمائة ألف قربة، كل خمسة عشر منها متر مكعب. والباقى من المكاتب التى فوق الأسبلة المذكورة هو ستة وسبعون مكتبا.
***
[مطلب حيضان سقى الدواب]
ويوجد بالقاهرة أيضا حيضان لسقى الدواب، وكانت فى الأزمان السابقة يعتنى بها، وكان أغلبها بقرب الأسبلة، وهى عبارة عن حيضان من الحجر تعمل فى فجوة معقودة مزينة بأعمدة وقباب اعتنى بزخرفتها، وكانت مجعولة لسقى الدواب على اختلاف أجناسها، وكان لها أوقاف يصرف عليها من ريعها لبقائها، والآن لم يبق منها إلا النادر، وهو غير مستعمل.