للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[جامع العبيط]

هو بجزيرة العبيط المعروفة قديما بجزيرة أروى (١)، وتعرف جهته اليوم بالاسماعيلية من داخل السور الغربى لسراى/الاسماعيلية الصغرى، قرب قناطر النيل المسماة بالكوبرى فى شرق جامع الطيبرسى المعروف الآن بالأربعين، وليس به مطهرة وبه ضريح العبيط والشيخ زيدان وشعائره مقامة من وقف القصر.

وفى المقريزى: أن جزيرة أروى تعرف بالوسطى لأنها بين الروضة وبولاق وبين القاهرة والجيزة انحصر عنها الماء بعد سنة سبعمائة وكان يمر بها الرئيس تاج الدين أبو الفداء إسماعيل أول ما انكشفت، ويقول: أنها تصير مدينة أو بلدة. فبنى الناس فيها الدور الجليلة والأسواق والجامع والطاحون والفرن وأنشئوا البساتين والآبار، وكانت فى بعض السنين يركبها الماء أيام زيادته فتمر المراكب فى أزقتها، ولما كثر الرمل بينها وبين البر الشرقى حيث خط الزريبة قل الماء وتلاشت مساكنها منذ كانت الحوادث سنة ست وثمانمائة، انتهى.

[جامع عثمان الحطاب]

هذا الجامع فى خط الحمزاوى بشارع بيبرس. كان قد وهى فجدده ناظره محمد أبو صالح الصباغ، وله أوقاف قليلة وشعائره مقامة إلى الآن وبه ضريح يقال: أنه ضريح منشئه الشيخ عثمان الحطاب. وليس كذلك فإنه توفى بالقدس كما فى طبقات الشعرانى.

[ترجمة عثمان الحطاب]

قال فى الطبقات: كان سيدى عثمان الحطاب أجل من أخذ عن سيدى أبى بكر الدقدوسى، وكان من الزهاد المتقشفين له فروة يلبسها شتاء وصيفا وهو محزم بمنطقة من جلد، وكان شجاعا يلعب اللبخة فيخرج له عشرة من الشطار ويهجمون عليه بالضرب فيمسك عصاه من وسطها ويرد ضرب الجميع فلا يصيبه واحدة. هكذا أخبر عن نفسه فى صباه.

وكان رحيما بالأيتام ويقول: أنا قاسيت مرارة اليتم وكان مطرقا على الدوام لا يرفع رأسه إلا لحاجة أو مخاطبة أحد، وكان دائما فى مصالح فقراء الزاوية وغيرهم: إما فى


(١) عرفها المقريزى وسترد بعد قليل.