للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال النابلسى (١) أيضا: وإلى جانب قبر عقبة من الجهة الأخرى قبر نوح أفندى ابن مصطفى أفندى صاحب التصانيف العديدة والرسائل فى فقه الحنفية، وله حاشية على شرح الدرر والغرر. مات فى حدود سنة ثمانين وألف، وقد عمر هو لنفسه هذا المكان الذى فيه قبره وعليه الجلالة والمهابة اهـ باختصار.

وفى خلاصة الأثر: أن نوح بن مصطفى الحنفى رومى الأصل ولد ببلاده ثم رحل إلى مصر وتديّرها، وأخذ الفقه عن عبد الكريم السوسى تلميذا بن غانم المقدسى، وقرأ علوم الحديث رواية ودراية على محمد حجازى الواعظ، وتلقن الذكر ولبس الخرقة وأخذ علوم المعارف عن العارف بالله حسن بن على الخلوتى، وسار ذكره واشتهر فى علوم عديدة سيما التفسير والفقه والأصول والكلام، وألف مؤلفات كثيرة منها: حاشية على الدرر والغرر، والقول الدال على حياة الخضر ووجود الابدال.

وكان حسن الأخلاق وافر الحشمة جم الفضائل، ولم يبرح بمصر مصون العرض والنفس متمتعا بالفضائل حتى توفى سنة سبعين بعد الألف، ودفن بالقرافة الكبرى وبنى عليه بعض الوزراء قبة عظيمة اه.

وعلى قبره بناء قديم متخرب ومكتوب بدائره تحت السقف بردة البوصيرى، وتجاه القبر عمود من الرخام، وهناك قبور كثيرة لأموات المسلمين.

[ترجمة الشيخ فخر الدين الزيلعى]

وهناك قبر الزيلعى شارح الكنز وهو: فخر الدين عثمان بن على بن محجن البارعى قدم القاهرة سنة خمس وسبعمائة، ودرس وأفتى ونشر الفقه على مذهب أبى حنيفة وانتفع به الناس. مات فى رمضان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ودفن بالقرافة. قاله فى حسن المحاضرة.

وهناك قبر ذى النون المصرى عليه بناء قديم به عمود من الحجر عليه كتابة بالخط الكوفى، وبقربه قبر عليه قطعة رخام مكتوب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿(لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ)(٢)، هذا قبر الشيخ حميد خادم ذى النون المصرى سبعين سنة. توفى فى العشر الأواخر من صفر سنة أربع وثلاثين وستمائة رحم الله من ترحم عليه. وعلى باب المدفن تاريخ سنة ثمان وثمانمائة.


(١) راجع (المصدر السابق هامش ص ١٣١).
(٢) سورة الصافات: ٦١.