سنة ثمان وخمسين على الصحيح، وخلف سبعين فرسا بجعا بها ونبالها أوصى بها فى سبيل الله تعالى، ودفن بالمقطم بمقبرة أهل مصر وقبره ظاهر يتبرك به ويعرف بالإجابة ومما قيل فيه من الشعر:
سقى تربة فيها ضريح ابن عامر … سحائب تروى لحده وتوارى
فتى كان من أعلى الصحابة همة … وأكرمهم فى عسرة ويسار
أحاديثه عن سيد الخلق دوّنت … روى عنه منها مسلم وبخارى
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄: رأيت أبى فى النوم فقلت:
ما فعل الله بك؟ قال: غفر لى ورحمنى. قلت: ما فعل الله بعقبة؟ قال: بخ بخ تركته فى الفردوس الأعلى والملائكة تحفه. وليس فى القرافة قبر صحابى ظاهرا معروفا لا خلاف فيه غير قبره.
وقد جاء: أن عمرو بن العاص ﵁ مدفون معه. فيما حكاه بعضهم قال:
وأخبرنى خادم ضريحه الآن أن الذى جدد عليه هذا المشهد الملك العادل. انتهى ملخصا من جوار الأخيار فى دار القرار، وكان ذلك سببا باعثا لحضرة مولانا الوزير على أن عمّر المقام المزبور وزاد فيه توسعة اه.
قال النابلسى: وفى المقريزى أن ولايته على مصر كانت سنتين وثلاثة أشهر اه.
وفى كتاب المزارات للسخاوى: أن قبر السيد عقبة بن عامر الجهنى بالقرافة مشهور والدعاء عنده مستجاب وليس فيه اختلاف ولم يكن فى الجبانة أثبت منه. قيل: وبهذا المشهد قبر عمرو بن العاص وأبى بصرة الغفارى الصحابيين بالقبة التى أنشأها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بعد هدم القديمة، وعند باب المشهد قبر إدريس بن يحيى الخولانى وكنيته أبو عمرو، وتوفى فى سنة إحدى عشرة ومائتين. وكان أفضل أهل زمانه.
وقيل: أنه أبو مسلم الخولانى وليس كذلك، وإلى جانب هذا المشهد مشهد معروف بمحمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب وليس بصحيح؛ فإن المنقول عن السلف: أن أحدا من أولاد الإمام على لصلبه لم يمت بمصر. ويحتمل: أن يكون هذا من ولد محمد بن الحنفية. وعند باب مشهد عقبة قبر أبى بكر المبيض ومن شرقيه قبر ركن الدين الواعظ ومن قبليه قبر أبى القاسم عبد الرحمن الشافعى القرشى، ومعه فى الحومة جماعة من الفقهاء أولاد صولة المالكيين، ومن غربيهم قبر شهاب الدين بن حجلة وقبور أخر اه.