هو المدرسة السابقية التى قال فيها المقريزى: هذه المدرسة داخل قصر الخلفاء الفاطميين من جملة القصر الكبير الشرقى الذى كان داخل دار الخلافة، ويتوصل إليها الآن من تجاه حمام البيسرى بخط بين القصرين، وكان يتوصل إليها أيضا من باب القصر المعروف بباب الريح من خط الركن المخلق.
[ترجمة سابق الدين]
بنى هذه المدرسة الطواشى الأمير سابق الدين مثقال الأنوكى مقدم المماليك السلطانية الأشرفية، وجعل بها درسا للشافعية، وخزانة كتب، ومكتبا يقرأ فيه أيتام المسلمين، وبنى بينها وبين داره التى تعرف بقصر سابق الدين حوض ماء للسبيل هدمه الأمير جمال الدين يوسف الأستادار لما بنى داره المجاورة لهذه المدرسة، وولى سابق تقدمة المماليك بعد الطواشى شرف الدين فى صفر سنة ثلاث وستين وسبعمائة، ثم تنكر عليه الأمير يلبغا الخاصكى القائم بدولة الملك الأشرف شعبان بن حسين وضربه ستمائة عصا وسجنه ونفاه إلى أسوان سنة ثمان وستين، فلم يكن غير قليل حتى قتل الأمير يلبغا، فاستدعى الأشرف سابق الدين من قوص وأعاده إلى التقدمة، فاستمر فيها إلى أن مات سنة ست وسبعين وسبعمائة انتهى. وهو الآن معطل متخرب وصورته باقية.
[جامع الدشطوطى]
هو خارج باب الشعرية المعروف الآن بباب العدوى فيما بينه وبين كوم الريش على يسار الذاهب من باب الشعرية إلى كوم الريش وأرض السخاوى. أنشأه-كما فى ابن إياس-الشيخ عبد القادر الدشطوطى مدرسة تجاه سيدى يحيى البارنجى، ودفن بها فى تاسع شعبان سنة أربع وعشرين وتسعمائة.
ثم جدده السيد محمد جلال الدين البكرى المدفون/به، وأرض هذا الجامع مرتفعة يصعد إليه بدرج، وينزل منه إلى مطهرته بدرج فى سرداب طويل، وبه منبر من الخشب النقى، وأربعة أعمدة من الرخام، وله منارة وبئر، وبه معطس يعتقد الناس أن من غطس فيه ثلاث مرات فى ثلاثة أسابيع تذهب عنه الحمى، وعلى ضريح الأستاذ الدشطوطى مقصورة من الخشب تعلوها قبه أنشأها الشيخ محمد جلال الدين البكرى، وله حضرة كل ليلة جمعة،