وكان خيرا ضابطا صدوقا ثقة ثبت ساكنا وقورا صبورا على الإستماع، متواضعا سليم الفطرة مستحضر الفوائد. مات فى ليلة الجمعة حادى عشر رمضان سنة تسع وخمسين بدسوق على مشيختها، ودفن عند الضريح البرهانى، وخلف أولادا، رحمه الله تعالى. ا. هـ.
[[ترجمة الشيخ محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقى]]
ومن علماء هذه البلدة الإمام الكبير والعلامة الشهير، صاحب التآليف النافعة والعبارات الواضحة محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقى، وقد ذكر ترجمته الجبرتى فى حوادث سنة ثلاثين ومائتين وألف فقال (١): «هو العلامة الأوحد والفهامة الأمجد محقق عصره ووحيد دهره الشيخ محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقى المالكى. ولد ببلده دسوق-قرية من قرى مصر-ونشأ بها، ثم حضر إلى مصر وحفظ القرآن وجوّده على الشيخ محمد المنير، ولازم حضور دروس الشيخ على الصعيدى والشيخ الدردير، وتلقى الكثير من المعقولات عن الشيخ محمد الخفاجى الشهير بالشافعى وهو مالكى المذهب، ولازم الشيخ حسن الجبرتى الكبير مدة طويلة وتلقى عنه علم الحكمة والهيئة والهندسة وفن التوقيت، وحضر عليه أيضا فى فقه الحنفية، وحضر عليه المطول وغيره برواق الجبرت بالأزهر، ثم تصدر للتدريس وأفاد الطلبة، وكان فريدا فى تسهيل المعانى وتبيين المبانى، يفك كل مشكل بواضح تقريره، ويفتح كل مغلق برائق تحريره، وكان درسه مجمع أذكياء الطلاب والمهرة من ذوى الأفهام والألباب، وكان فيه لين جانب وتواضع وعدم تصنع، جاريا على سجيته، لا يرتكب ما يتكلفه غيره من التعاظم وفخامة الألفاظ، ولهذا كثر الآخدون عليه والمترددون إليه. وكان حفظه حسنا وخلقه حسنا، وله تأليفات واضحة العبارات منها: حاشيته على مختصر السعد، وحاشيته على شرح الشيخ الدردير على متن خليل فى فقه المالكية، وحاشيته على شرح الجلال
(١) عجائب الآثار فى التراجم والأخبار، المعروف بتاريخ الجبرتى، للشيخ عبد الرحمن الجبرتى، المطبعة العامرة الشرقية،١٣٢٢ هـ، ج ٤، ص ٢٤٧.