وتضرب الدفوف فيرقصن ويغنين، بزعم أن ذلك يريحهن من أذى الجن، وهذا فعل قبيح وليس بصحيح، وقد عمت به البلوى فى عصرنا بهذا القطر المصرى، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
وهذا الدرب ذكره المقريزى وعبر عنه بدرب السلامى فقال: هو من جملة خط رحبة باب العيد، وفيه إلى اليوم أحد أبواب القصر المسمى بباب العيد، ويسلك من هذا الدرب إلى خط قصر الشوك، وإلى المارستان العتيق الصلاحى، وإلى دار الضرب وغير ذلك.
ترجمة مجد الدين السلاّمى
وعرف بمجد الدين السلامى إسماعيل بن محمد بن ياقوت الخواجا مجد الدين السلامى تاجر الخاص فى أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون، وكان يدخل إلى بلاد التتر ويتجر ويعود بالرقيق وغيره، واجتهد مع جوبان إلى أن اتفق الصلح بين الملك الناصر وبين القان أبى سعيد، فانتظم ذلك بسفارته وحسن سعيه، فازدادت وجهاته عند الملكين. وكان الملك الناصر يسفره ويقرر معه أمورا، فيتوجه ويقضيها على وفق مراده بزيادات، فأحبه وقربه، ورتب له الرواتب الوافرة فى كل يوم من الدراهم وغيرها. ولما مات الملك الناصر تغير عليه الأمير قوصون، وأخذ منه مبلغا يسيرا، وكان ذا عقل وافر، وفكر مصيب، وخبرة بأخلاق الملوك، وما يليق بخواطرها، ونطق سعيد، وخلق رضى وشكالة حسنة، وطلعة بهية. مات فى داره من درب السلامى هذا يوم الأربعاء سابع جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، ودفن بتربته خارج باب النصر، ومولده فى سنة إحدى وسبعين وستمائة بالسلامية بلدة من أعمال الموصل.
(وهى بفتح السين المهملة وتشديد اللام وبعد الميم ياء مثناة من تحت مشددة ثم تاء التأنيث).
(انتهى). وهذا وصف درب الشيخ موسى قديما وحديثا.
[درب المقدم]
درب المقدم عن يمين المارّ بشارع قصر الشوك، وليس بنافذ، وبرأسه سبيل معروف بسبيل حمزة أنشئ سنة أربع وتسعين وتسعمائة، وهو عامر إلى اليوم بنظر ديوان الأوقاف.
ويؤخذ من كلام المقريزى أن الطريق الذى كان فاصلا بين خزانة البنود وبين سور القصر هو درب المقدم هذا. (قلت): وبابه الآن كائن بين دار الأمير أحمد باشا رشيد التى هى موضع خزانة البنود وبين درب القزازين الصغير الذى هو موضع باب قصر الشوك - أحد أبواب القصر - وبداخله عدة بيوت.