للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[القسم الثامن: شارع بشتاك]

ويقال له شارع درب الجماميز، ابتداؤه من آخر شارع ضلع السمكة، وانتهاؤه شارع اللبودية تجاه حارة إسماعيل بيك. وكان فى القديم يعرف بخط قبو الكرمانى، وكان يسكنه جماعة من الفرنج والأقباط ويرتكبون من الفضائح ما يليق بهم، فلما بنى جامع بشتاك تحولوا عنه.

(قلت): وللآن يوجد فى برّ الخليج الشرقى حارة كبيرة معمورة بالأقباط تعرف بحارة النصارى، فهى من بواقى ما كان يسكن منهم بهذا الخط. والكرمانى المنسوب إليه هذا الخط هو الأمير طقزدمر الكرمانى الحموى نائب السلطنة بديار مصر، وهو الذى أنشأ القنطرة المعروفة الآن بقنطرة درب الجماميز-كما سيأتى ذلك نقلا عن المقريزى

[[جامع بشتاك]]

ويوجد بهذا الشارع جامع بشتاك (١) الذى عرف الشارع به، أنشأه الأمير بشتاك، فكمل فى سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وخطب به عبد الرحمن بن جلال الدين القزوينى، واستمرّ أعواما عامرا ثم تخرب، وبقى كذلك إلى أن جددته والدة المرحوم مصطفى باشا فى سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، وصار الآن أحسن مما كان، وأنشأت تجاه بابه سبيلا ومكتبا،


(١) دفن فى حجرة بهذا المسجد أحمد رشدى بك ابن الأمير مصطفى فاضل باشا، وكانت وفاته سنة ١٢٩٦، ثم نقل جثمان مصطفى فاضل باشا من القسطنطينية سنة ١٣٤٨، ودفن فى هذه الحجرة أيضا. انظر ما كتبناه عنه ج ٤ ص ٦٥ [الطبعة الأولى] فى الكلام هناك على جامع بشتاك. أحمد تيمور